وَمن أُخْرَى
(لله مَا جمعت على عشاقها ... تِلْكَ الْعُيُون ولحظها السحار)
(فصفاحها أحداقها ورماحها ... ألحاظها وطعانها الْآثَار)
(وحرابها فِي حربها لمحبها ... أهدابها وشفارها الأشفار)
(سَارَتْ أُمَامَة فِيك سيرة أَهلهَا ... فِي كل من نمت عَلَيْهِ نَار)
(قوم إِذا ابتسم الصَّباح أَغَارُوا ... فِي كل حَيّ أنجدوا أم غاروا)
(يَا هَذِه هلا علقت فعالهم ... فِيمَن عنوا بجواره فأجاروا)
(لن يستجيب خمارها لمحبها ... حَتَّى يخاض إِلَى الْخمار غمار)
(بكرت يشيعها القنا الخطار ... وتعيث فِي طلابها الأخطار)
(قَالُوا سيوجدك الرّبيع صفاتها ... فلحسنه من حسنها تذكار)
(فَوجدت حبي مكْرها فِي فعله ... وَكِلَاهُمَا فِي فعله مكار)
(يبكي ويضحك والدموع غزيرة ... وَيبين فِي استغرابه استعبار)
(فَكَأَنَّهُ هِيَ إِذْ تفيض دموعها ... بَين البكا والضحك حِين تغار)
(عبقت بِمَا علقته من أنفاسها ... ساعاته فَكَأَنَّهَا أسحار)
(وتبلجت آصاله وتبرجت ... فَكَأَنَّمَا أبكاره الْأَبْكَار)
(أنظر إِلَى النيروز كَيفَ تسوقه ... سحب كأجفان الْمُحب غزار)
(سحب مَتى سحبت على هام الربى ... أذيالها فغبارها الأمطار)
(فالأرض أَرض وَالسَّمَاء كَأَنَّهَا ... روض وَلَكِن زهرها الأزهار)
(ومصرعين من الْخمار وَمَا بهم ... غير السرُور على السرُور خمار)
(جمحوا على الْفلك الْمدَار فكأسهم ... فلك بِمَا تهوي النُّفُوس مدَار)