(ورعدة تشغل عَن كل عمل ... وتؤثر النّوم وتستحلي الكسل)
(حَتَّى إِذا ملت إِلَى الرقاد ... نمت على فرش من القتاد)
(إِن البراغيث عَذَاب مزعج ... لكل مَا قلب وَجلد تنضج)
(لَا يستلذ جنبه المضاجعا ... كَأَنَّمَا أَفرَشته مباضعا)
(قبح فصلا فَوق مَا ذممته ... لَو أَنه يظْهر لي قتلته)
(حَتَّى إِذا مَا هُوَ عَنَّا بانا ... وَزَالَ عَنَّا بعضه لَا كَانَا)
فصل الرّبيع
(جَاءَ إِلَيْنَا زمن الرّبيع ... فجَاء فصل حسن الْجَمِيع)
(لبرده وحره مِقْدَار ... لم يكتنف حدهما الْإِكْثَار)
(عدل فِي أوزانه حَتَّى اعتدل ... وَحمد التَّفْصِيل مِنْهُ والجمل)
(نَهَاره من أحسن النَّهَار ... فِي غَايَة الْإِشْرَاق والإسفار)
(تضحك فِيهِ الشَّمْس من غير حجب ... كَأَنَّهَا فِي الْأُفق جَام من ذهب)
(وليله مستلطف النسيم ... مقوم فِي أحسن التَّقْوِيم)
(لبدره فضل على البدور ... فِي حسن إشراق وفرط نور)
(كجامة البلور فِي صفائها ... أَو غرَّة الْحَسْنَاء فِي نقابها)
(كَأَنَّهَا إِذا دنت من نَحره ... جوزاؤه قبل طُلُوع فجره)
(رُومِية حلتها زرقاء ... فِي الْجيد مِنْهَا درة بَيْضَاء)
(هَذَا وَكم يجمع من أُمُور ... إِسْرَاف مطريها من التَّقْصِير)
(فِيهِ تظل الطير فِي ترنم ... حاذقة باللحن لم تعلم)
(غنَاؤُهَا ذُو عجمة لَا يفهمهُ ... سامعه وَهُوَ على ذَا يقرمه)