للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْوَقْت إِلَى منزل ابْن أبي الزلازل فَلم يجده فَكتب اسْمه على بَابه وَترك رقْعَة فِيهَا

(قد وَمن خصني بودك أذكى ... طول شوقي إِلَيْك فِي الْقلب نَارا)

(سرت فِيهِ تِلْقَاء دَاري قصدا ... فَإِذا النُّور قد تغشى الديارا)

(فتعجبت أَن أرى الْأُفق لَيْلًا ... مدلهما وجوف دَاري نَهَارا)

(وَإِذا خطك البديع على الْبَاب ... يبت الضياء والأنوارا)

(فتمنيت أَن خدي نعلا ... أخمصيك اللَّذين نحوي سارا)

(غير مستنكر لمثلك أَن يسْبق ... فضلا وَأَن يفوت فخارا)

(ثمَّ أَصبَحت أشتكي عثر السكر ... وعزمي زيارتيك ابتكارا)

(فَإِذا رقْعَة تمر بهَا الرّيح ... يَمِينا طورا وطورا يسارا)

(فتأملتها وَكَانَت من اللائي ... تروق الْقُلُوب والأبصارا)

(مَا توهمت أنني قبلهَا أَقرَأ ... خطا يزِيل عني الخمارا)

(قابلتني مِنْهَا سِهَام عتاب ... جعلت دِرْعِي الْحصين اعتذارا)

(وأحاشيك أَن تكون خَلِيلًا ... مذق الود للصديق معارا) // من الْخَفِيف //

فَلَمَّا رأى ابْن أبي الزلازل الرقعة كتب إِلَيْهِ بِهَذِهِ الأبيات

(بِأبي أَنْت سَابق لَا يجارى ... قَادَهُ نحوي اشتياق فزارا)

(عاقني الْحَظ أَن أرَاهُ وَأَن نقضي ... عِنْد اجتماعنا الأوطارا)

(يَا ابْن رشدين قد أفدت بك الرشد ... وبدلت بعد عسر يسارا)

(كنت بالْأَمْس عِنْد إخْوَان صدق ... أدباء ندير كأسا عقارا)

(قد جعلنَا مَحْمُود ذكرك نقلا ... وشربنا من قبله تذكارا)

<<  <  ج: ص:  >  >>