وَقَالَ يُعَاتب صديقا افشى لَهُ سرا من الطَّوِيل
(رَأَيْتُك تبري للصديق نوافذا ... عَدوك من امثالها الدَّهْر امن)
(وَتكشف اسرار الاخلاء مازحا ... وَيَا رب مزح رَاح وَهُوَ ضغائن)
(ساحفظ مَا بيني وَبَيْنك صائنا ... عهودك إِن الْحر للْعهد صائن)
(والقاك بالبشر الْجَمِيل مداهنا ... فلي مِنْك خل مَا عرفت مداهن)
(أنم بِمَا استودعته من زجاجة ... ترى الشَّيْء فِيهَا ظَاهرا وَهُوَ بَاطِن) // الطَّوِيل //
وَقَالَ فِي مثل ذَلِك من الوافر
(ثنتني عَنْك فاستشعرت هجرا ... خلال فِيك لست لَهَا براض)
(وانك كلما اسْتوْدعت سرا ... أنم من النسيم على الرياض) // الوافر //
وَقَالَ فِي مثل ذَلِك من الْبَسِيط
(لسَانك السَّيْف لَا يخفى لَهُ اثر ... وانت كالصل لَا تبقي وَلَا تذر)
(سري لديك كأسرار الزجاجة لَا ... يخفى على الْعين مِنْهَا الصفو والكدر)
(فاحذر من الشّعْر كسرا لَا انجبار لَهُ ... فللزجاجة كسر لَيْسَ ينجبر) // الْبَسِيط //
وَقَالَ فِي مثل ذَلِك من الْبَسِيط
(اروم مِنْك ثمارا لست أجنيها ... وأرتجي الْحَال قد حلت أواخيها)
(استودع الله خلا مِنْك أوسعه ... ودا ويوسعني غشا وتمويها)
(كَأَن سري فِي أحشائه لَهب ... فَمَا تطِيق لَهُ طيا حواشيها)
(قد كَانَ صدرك للأسرار جندلة ... ضنينة بِالَّذِي تخفي نَوَاحِيهَا)
(فَصَارَ من بعد مَا اسْتوْدعت جَوْهَرَة ... رقيقَة تستشف الْعين مَا فِيهَا) // الْبَسِيط //
وَقَالَ من قصيدة من الْكَامِل
(لَا تأنفن من العتاب وقرصه ... فالمسك يسحق كي يزِيد فضائلا)