(تنكر سيف الدّين لما عتبته ... وَعرض بِي تَحت الْكَلَام وقرعا)
(فقولا لَهُ من صَادِق الود إِنَّنِي ... جعلتك مِمَّا رَابَنِي مِنْك مفزعا)
(وَلَو أنني أكننته فِي جوانحي ... لأورق مَا بَين الضلوع وفرعا)
(فَلَا تغترر بِالنَّاسِ مَا كل من ترى ... أَخُوك إِذا أَوضعت فِي الْأَمر أوضعا)
(فَللَّه إِحْسَان عَليّ ونعمة ... وَللَّه صنع قد كفاني التصنعا)
(أَرَانِي طرق المكرمات كَمَا رأى ... عَليّ وأسعى لي عليا كَمَا سعى)
(فَإِن يَك بطء مرّة فلطالما ... تعجل بِي نَحْو الْجَمِيل فأسرعا)
(وَإِن يجِف فِي بعض الْأُمُور فإنني ... لأشكره النعمى الَّتِي كَانَ أودعا)
(وَإِن يستجد النَّاس بعدِي فَلم يزل ... بِذَاكَ البديل المستجد ممتعا) // من الطَّوِيل //
وَكتب إِلَيْهِ أَبُو فراس مفاداتي إِن تَعَذَّرَتْ عَلَيْك فَأذن لي فِي مُكَاتبَة أهل خُرَاسَان ومراسلتهم ليفادوني وينوبوا عَنْك فِي أَمْرِي فَأَجَابَهُ سيف الدولة بِكَلَام حسن وَقَالَ لَهُ وَمن يعرفك بخراسان فَكتب إِلَيْهِ أَبُو فراس
(أسيف الْهدى وقريع الْعَرَب ... إلام الْجفَاء وفيم الْغَضَب)
(وَمَا بَال كتبك قد أَصبَحت ... تنكبني مَعَ هذي النكب)
(وَأَنت الْكَرِيم وَأَنت الْحَلِيم ... وَأَنت العطوف وَأَنت الحدب)
(وَمَا زلت تسعفني بالجميل ... وتنزلني بِالْمَكَانِ الخصب)
(وَإنَّك للجبل المشمخر ... لي بل لقَوْمك بل للْعَرَب)
(علا يُسْتَفَاد وعاف يفاد ... وَعز يشاد ونعمى ترب)
(وَمَا غض مني هَذَا الإسار ... وَلَكِن خلصت خلوص الذَّهَب)