(جَاءَ بأوساط وجردباج ... من حجل الطير وَمن دراج)
(فَمَا تنازلنا عَن الْخُيُول ... يمنعنا الْحِرْص من النُّزُول)
(وَجِيء بالكأس وبالشراب ... فَقلت وفرها على أَصْحَابِي)
(أشبعني الْيَوْم ورواني الْفَرح ... فقد كفاني بعض وسط وقدح)
وَمِنْهَا
(ثمَّ انصرفنا وَالْبِغَال موقره ... فِي لَيْلَة مثل الصَّباح مسفره)
(حَتَّى أَتَيْنَا رحلنا بلَيْل ... وَقد سبقنَا بجياد الْخَيل)
(ثمَّ نزلنَا فطرحنا الصيدا ... لما عددنا مائَة وزيدا)
(فَلم نزل نشوي ونقلي وَنصب ... حَتَّى طلبنا صَاحِيًا فَلم نصب)
(شربا كَمَا عَن من الزقاق ... بِغَيْر تَرْتِيب وَغير سَاق)
(وَلم نزل سبع لَيَال عددا ... أسعد من رَاح وأحظى من غَدا)
وَحكى بديع الزَّمَان أَبُو الْفضل الهمذاني قَالَ قَالَ الصاحب أَبُو الْقَاسِم يَوْمًا لجلسائه وَأَنا فيهم وَقد جرى ذكر أبي فراس لَا يقدر أحد أَن يزور على أبي فراس شعرًا فَقلت وَمن يقدر على ذَلِك وَهُوَ الَّذِي يَقُول
(رويدك لَا تصل يَدهَا بباعك ... وَلَا تغز السبَاع إِلَى رباعك)
(وَلَا تعن الْعَدو عَليّ إِنِّي ... يَمِين إِن قطعت فَمن ذراعك) // من الوافر //
فَقَالَ الصاحب صدقت قلت أيد الله مَوْلَانَا قد فعلت ولعمري إِنَّه قد حسن وَلَكِن لم يشق غُبَار أبي فراس
وَكتب على ظهر الْجُزْء الْمُشْتَمل على مزدوجته الَّتِي أَولهَا
(مَا الْعُمر مَا طَالَتْ بِهِ الدهور ... الْعُمر مَا تمّ بِهِ السرُور) // من الرجز //