المكارم أَعلَى حظها فِي أَيَّامه وتحوز الْفَضَائِل أقْصَى غايتها فِي مضماره من الطَّوِيل
(فينجح ذُو فضل ويكمد نَاقص ... ويبهج ذُو ود ويكمد حَاسِد) // الطَّوِيل //
فصل وَمَا أرتضى نَفسِي لمخاطبة مولَايَ إِذا كنت منفي الشواغل فارغ الخواطر مخلى الْجَوَارِح مُطلق الاسار سليم الافكار فَكيف بِي مَعَ كلال الْجد وانغلاق الْفَهم واستبهام القريحة واستعجام الطبيعة والمعول على النِّيَّة وَهِي لمولاي بِظهْر الْغَيْب مكشوفة والمرجع الى العقيدة وَهِي بِالْوَلَاءِ المجض مَعْرُوفَة فَلَا مجَال للعتب بَين هَذِه الاحوال كَمَا لَا مجَال للْعُذْر وَرَاء هَذَا الْخلال
فصل مراتع أهل الْفضل موبئة ووجوده مطَالب النزاع مظْلمَة غير مضيئة إِلَّا فِي مَحل الشَّيْخ الخصيب وفنائه المألف الرحيب لَا جرم أَن الامال عَلَيْهِ مَوْقُوفَة وأعنة الوراد إِلَيْهِ معطوفة وداره مَقْصُودَة وحاله مكدودة والمنهل العذب كثير الزحام
فصل إِن كَانَ أوداؤه فِي فَضله مستهمين وأولياؤه فِي إحسانه فوضى مشتركين فلي بِحَمْد الله عَفْو صنائعه وصفو شرائعه لَا اسبق الى جماحها وَلَا أنازع ثني زمامها فعلى حسب ذَلِك تصرفي وتجملي من أَقسَام مَا يحدث عِنْده ويعرض لَهُ هَذَا وَقد بَلغنِي من تشريف الامير الْمُؤَيد إِيَّاه بالعيادة وإطالته عِنْده الاقامة وَمَعَهُ الْمُفَاوضَة مَا أمكن فِي نَفسِي وقوى ثقتي وأنسى فَإِنَّهُ لم يكن إِلَّا سَببا لتجدد هَذِه النِّعْمَة وذريعة الى لِبَاس هَذِه الرُّتْبَة فَالله الَّذِي قرن لمولاي تيسير مَا قد قاسى عَظِيم الْمجد الَّذِي لَا يوازي وعميم الْفَخر الَّذِي لَا يسامي وَدلّ بِقَلِيل مَا مَسّه على كثير مَا وعدت تباشير السَّعَادَة من مزِيد الْكَرَامَة
فصل قد كَانَ منزله مألف الاضياف ومأنس الاشراف ومنتجع الركب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute