للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على داود يمنع من القول بصحة وصله مع ما تقدم من كلام الأئمة». (١) ثم إنه قد خالفه جمع من الرواة عن الوليد بن مسلم، كلهم ذكروه بالعنعنة. ثم حتى ولو ثبت فابن المبارك أحفظ وأجل من الوليد بن مسلم كما قال ابن القيم (٢).

وضعف الحديث البخاري وأبو زرعة (٣) لمخالفة رواية ابن المبارك له. وقال الدارقطني: «وحديث رجاء بن حيوة الذي فيه ذكر أعلى الخف وأسلفه لا يثبت لأن ابن المبارك رواه عن ثور بن يزيد مرسلاً» (٤).

ومنه أيضاً:

قال أبو طالب أحمد بن حُميد: «سألت أحمد بن حنبل عن حديث شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت مجاهداً يحدث عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في التشهد والتحيات، فأنكره وقال: لا أعرفه. قلت: يروي نصر بن علي، عن أبيه - يعني عن شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت مجاهداً. قال: قال يحيى: كان شعبة يضعّف حديث أبي بشر عن مجاهد قال: لم يسمع منه شيئاً. وقال: إنما ابن عمر يرويه عن أبي بكر الصديق: علّمَنا التَّشهد، ليس فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-). (٥)

هذا الحديث إنما أنكر الإمام أحمد رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، لأن ذلك جاء من طريق أبي بشر جعفر بن إياس بن أبي وحشية، عن مجاهد، عن ابن عمر، وحتى إن أبا بشر قد صرح بالسماع من مجاهد في رواية نصر بن علي (٦)، عن أبيه علي بن نصر


(١) تلخيص الحبير (١/ ١٦٠).
(٢) تهذيب السنن (١/ ١٩٦).
(٣) علل الترمذي الكبير (١/ ١٨٠).
(٤) علل الدارقطني (٧/ ١١١).
(٥) الكامل في ضعفاء الرجال (٢/ ٥٧٤)، وانظر: تهذيب الكمال (٥/ ٨ - ٩).
(٦) قال ابن حجر: ثقة ثبت (تقريب التهذيب ٧١٧٠)، وأبوه أيضاً ثقة معروف (تقريب التهذيب ٤٨٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>