للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلغني إلا عنه. وقال محمد بن أبي يحيى عن يحيى بن معين أنه قال: حدثني به ثقة: محمد بن الطفيل عن أبي معاوية (١).

فالظاهر من هذه المسألة وقوع خلاف بين حكم الإمام أحمد على الحديث المذكور وحكم الإمام يحيى بن معين.

حكم الإمام أحمد: أما الإمام أحمد فرواية المروذي عنه تزيد حكمه على الحديث وعلى راويه أبي الصلت إيضاحاً:

قال المروذي: "وسُئل أبو عبد الله عن أبي الصلت (٢) فقال: روى أحاديث مناكير، قيل له: روى حديث مجاهد عن علي (٣): "أنا مدينة العلم وعلي بابها". قال: ما سمعنا بهذا، قيل له: هذا الذي تنكر عليه؟ قال: غير هذا، أما هذا فما سمعنا به، وروى عن عبد الرزاق أحاديث (٤) لا نعرفها ولم نسمعها. قيل لأبي عبد الله: قد كان عند عبد الرزاق من هذه الأحاديث الرديئة؟ قال: لم أسمع منها شيئاً" (٥).

وجه إعلاله للحديث: إعلال الإمام أحمد للحديث من وجهين:

١. استنكره من حديث أبي معاوية حيث قال: ما سمعنا به، وهذه العبارة تقرب من عبارة: لا أعرفه، وقد تقدم أن هذه العبارة الثانية من الحافظ المطلّع تُعتمد


(١) المنتخب من علل الخلال ٢٠٨ - ٢٠٩/ ١٢٠، ١٢١.
(٢) هو عبد السلام بن صالح الهروي، وستأتي ترجمته مفصلة إن شاء الله.
(٣) كذا ذكر هنا: عن علي، وكذا هو في تاريخ بغداد من طريق المروذي ١١/ ٤٨. أما الحافظ ابن حجر فلم يذكر: علي، وهذا يشعر أنه يرى ذكر علي خطأ تهذيب التهذيب ٦/ ٣٢٠. وهذا الذي يغلب على ظني، لأن هذا الحديث وإن روي من حديث علي إلا أنني لم أقف عليه من رواية مجاهد عن علي، والله أعلم.
(٤) عند المروذي في العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي وغيره ص ١٧٣: "واحداً"، والمثبت من تاريخ بغداد ١١/ ٤٨.
(٥) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي وغيره ص ١٧٢ - ١٧٣ رقم ٣٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>