للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبد الله أيضاً: "قال أبي: كان فطر عند يحيى ثقة، ولكنه خشبي (١) مفرط" (٢).

وقال أبو طالب: "وسئل أبو عبد الله عن فطر ومحل، فقال: فطر كان يغلو في التشيع، ومحل قليل الحديث، فطر أكثر حديثاً، ومحل كان مكفوفاً ثقة" (٣).

فهذا قد وثقه مع غلوه في التشيع وإفراطه فيه، وصنيعه يدل على أن توثيقه من أجل استقامة حديثه، فإنه كان له حديث كثير، فيمكن سبر مروياته واستبانة أمره في الرواية، فحكم بأن حديثه حديث رجل كيّس.

ومنهم عبد الرحمن بن صالح الأزدي (٤):

روى الخلال عن يعقوب بن يوسف المطوعي قال: "كان عبد الرحمن ابن صالح الأزدي رافضياً، وكان يغشى أحمد بن حنبل فيقرِّبه ويُدنيه، فقيل له: يا أبا عبد الله، عبد الرحمن رافضي، فقال: سبحان الله! رجلٌ أحب قوماً من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم نقول له: لا تحبهم؟ هو ثقة" (٥).

ويقال في هذا لم يتبين للإمام أحمد حالته في الرفض، وإنما عرفه بصدق


(١) أوله خاء معجمة مفتوحة وبعد الشين المعجمة باء معجمة بواحدة، صنف من الرافضة يقال لهم الخشبية. الإكمال لابن ماكولا ٣/ ٢٦٢.
(٢) المصدر نفسه ٢/ ٣٣٨ رقم ٢٤٩٧، وانظر: الضعفاء للعقيلي ٣/ ١١٥٠.
(٣) المعرفة التاريخ ٢/ ١٧٩، الكامل في ضعفاء الرجال ٦/ ٢٠٥٦.
(٤) قال عنه ابن معين: لا بأس به. وقال أيضاً: ثقة، صدوق شيعي، لأن يخر من السماء أحب إليه من أن يكذب في نصف حرف. وقال أبو حاتم، وصالح بن محمد: صدوق. وقال أبو القاسم البغوي: سمعته يقول: أفضل أو خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر.
وقال الآجري عن أبي داود: لم أر أن أكتب عنه، وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال موسى بن هارون: كان ثقة، وكان يحدث بمثالت أزاوج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وقال في موضع آخر: شيعي محترق تهذيب الكمال ١٧/ ١٨١ - ١٨٢.
(٥) تاريخ بغداد ١٠/ ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>