للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخالفهم إسحاق الأزرق فرواه عن الثوري، عن منصور، عن إبراهيم به كما ذكره عبد الله في هذا السؤال، ورواه البيهقي من هذا الطريق (١)، فوهم فيه ومن أجل ذلك أنكره الإمام أحمد، وأيضاً نفى أن يكون من حديث منصور، بمعنى أنه لم يرد من وجه معتبر عن منصور. وذكر أيضاً أن الأزرق اضطرب في رواية هذا الحديث، فمرة رواه مثل رواية الجماعة (٢)، ومرة رواه من حديث منصور كما تقدم، ومرة رواه عن سفيان، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، وتابعه الفريابي على هذا الوجه الأخير، وهو مما أخطأ فيه الفريابي عن الثوري (٣). فهذا المثال يوضح ما ذكره الإمام أحمد من خطأ الأزرق عن الثوري.

وقد ذكر البخاري أن الحديث فيه اضطراب (٤)، والظاهر أن الاضطراب منفي عن هذا الحديث، لأن الوجوه الأخرى التي رويت منها الحديث تبين خطؤها فانتفت علة الاضطراب، ولذلك لم يعلّه الإمام أحمد بهذه العلة.

والحديث في سنده حكيم بن جبير، وقد قال فيه الإمام أحمد: ضعيف الحديث مضطرب (٥).

٢. قال الإمام أحمد في مسنده: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان وشعبة، عن منصور، عن هلال، عن وهب بن الأجدع، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُصلُّوا بعد العصر إلا أن تصلُّوا والشمس مرتفعة" (٦)، ثم قال:


(١) السنن الكبرى ١/ ٤٣٦.
(٢) أخرجه أحمد في المسند ٤٣/ ١٢ ح ٢٥٨٠٩.
(٣) انظر: العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٣/ ٥٨/٤١٥٩، حيث ذكر الحديث في سلسلة ما أخطأ فيها الفريابي من الأحاديث.
(٤) علل الترمذي الكبير ١/ ٢٠٤.
(٥) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله رقم ٧٩٨.
(٦) المسند ٢/ ٣٢٢ ح ١٠٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>