للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البراء بن عازب في الصحيحين (١): "وبرسولك الذي أرسلت"، فرده عليه الصلاة والسلام على البراء فقال: "لا، وبنبيك الذي أرسلت"، لأن الحكمة في رده عليه الصلاة والسلام استبدال أحد اللفظين بالآخر هنا هي كون ألفاظ الأذكار توقيفية (٢)، وأما في حديث يحيى هذا فالرد كان من أجل اختلاف مدلول اللفظين وما يقتضي كل واحد منهما من الأحكام، فلا يسوغ معه الاستبدال والحالة هذه عند الرواية بالمعنى.

وهذا الحديث قد صححه الترمذي، والحاكم، والضياء (٣). وقال النسائي: هذا حديث منكر، وذكر أنه حكي عن شعبة أنه قال: سألت عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة فقال: تعرف وتنكر. ا. هـ (٤). وقال أحمد عن عبد الله بن سلمة هذا رواية عن شعبة أنه قال: كان قد كبر، فكان يحدثنا فتعرف وتنكر (٥). وقال البخاري: عبد الله بن سلمة أبو العالية الهمداني، ولا يتابع في حديثه (٦)، وذكر


(١) صحيح البخاري ١١/ ١٠٩ ح ٦٣١١ - مع فتح الباري، وصحيح مسلم ٤/ ٢٠٨١ ح ٢٧١٠.
(٢) انظر: فتح الباري ١١/ ١١٢.
(٣) انظره في مواضع التخريج.
(٤) السنن الكبرى ٢/ ٣٠٧. وذهب النسائي إلى أن عبد الله بن سلمة في هذا الحديث هو الأفطس، وقال أنه متروك، والصواب أنه غيره. فالذي روى هذا الحديث هو عبد الله بن سلمة الهمداني أبو العالية. قال أحمد: عبد الله بن سلمة كنيته أبو العالية، ما أعلم حدّث عنه غير عمرو بن مرة، وأبي إسحاق الهمداني العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ١/ ٤٨٢ رقم ١١٠٦. وقد جعل غير الإمام أحمد عبد الله بن سلمة الذي روى عنه عمرو بن مرة غير الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي، أجمل ابن حجر ذكر هذا الاختلاف في تهذيب التهذيب ٥/ ٣٤٢، وانظر أيضاً: موضح أوهام الجمع والتفريق ١/ ٣٣٢ - ٣٣٥. والذي يهم في هذا الموقع أن الذي روى هذا الحديث هو الراوي عن عمرو بن مرة، وهو الذي قال فيه شعبة هذا القول الذي ذكره النسائي.
(٥) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٢/ ١٤٧ رقم ١٨٢٤.
(٦) التاريخ الكبير ٥/ ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>