للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعبة: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التزعفر (١) " (٢)، فشعبة لماّ اختصر الحديث أوهم أن النهي فيه عام، والواقع أنه خاص بالرجال، ووقع في هذا الوهم من أجل الاختصار. وقد أشار الحافظ ابن حجر إلى أن شعبة اختصر الحديث، لكنه جوز أن يكون ابن علية اختصره لما حدّثه به (٣)، ولعله لم يستحضر إنكار ابن علية على شعبة، وهو ينفي هذا الاحتمال الذي ذكره الحافظ.

ووجه دخول الخطأ على الاختصار هو عين وجه دخوله على الرواية بالمعنى، أي التصرف في اللفظ الذي يؤدي إلى تخطئة المعنى بسبب نوع من الخفاء فيه.

قال إسحاق بن هانئٍ: وسئل عن حديث وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قصة الحيض؟ قال: هذا باطل (٤).

وحديث عائشة الذي رواه وكيع أخرجه ابن ماجه في "باب الحائض كيف تغتسل" قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: ثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها، وكانت حائضاً: "انقضي شعرك واعتسلي" (٥)، وهو عند ابن أبي شيبة (٦).


(١) أخرجه النسائي ٥/ ١٤١ ح ٢٧٠٦، وفي الكبرى ٢/ ٣٤١ ح ٣٦٨٧، والترمذي ٥/ ١١٢، وابن حبان الإحسان ١٢/ ٢٧٨ ح ٥٤٦٤، وأبو عوانة مسند أبي عوانة ٥/ ٢٧١ ح ٨٧٠٠، والطحاوي شرح معاني الآثار ٢/ ١٢٨،
(٢) المحدث الفاصل ص ٣٨٩، والكفاية في علم الرواية ص ٢٦٠.
(٣) فتح الباري ١٠/ ٣٠٤.
(٤) مسائل الإمام أحمد ـ رواية ابن هانئ ٢/ ٢٤٠ رقم ٢٣٣١.
(٥) سنن ابن ماجه ١/ ٢١٠ ح ٦٤١.
(٦) مصنف ابن أبي شيبة ١/ ٧٨ ح ٨٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>