للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه إعلال الإمام أحمد للحديث:

جاء توضيح ذلك في رواية المروذي كما نقلها ابن رجب، قال: "وقد ذُكر هذا الحديث للإمام أحمد، عن وكيع فأنكره، قيل له: كأنه اختصره من حديث الحج؟ قال: ويحل له أن يختصر؟ نقله عنه المروذي" (١). قال ابن رجب: هذا الحديث يوهم أنه ـ أي النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال لها ذلك في غسلها من الحيض، وهذا مختصر من حديث عائشة الذي خرجه البخاري. ا. هـ (٢).

وحديث عائشة في الحج أخرجه غير واحد عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة بلفظ: [خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مُوافين لهلال ذي الحجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحبّ أن يُهلّ بعمرةٍ فليُهلّ، ومن أحبّ أن يُهلّ بحجةٍ فليُهلّ، فلولا أني أهديتُ أهللت بعمرة". قالت: فمنهم من أهلّ بعمرة، ومنهم من أهل بحجة، وكنت ممن أهلّ بعمرة، فحِضتُ قبل أن أدخل مكة، فأدركني يومُ عرفة وأنا حائضٌ، فشكوْتُ ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "دعي عمرتَك وانقُضي رأسَك وامتشطي، وأهَلّي بالحج" ففعلتُ، فلما كانت ليلةُ الحَصبة أَرسلَ معي عبدَ الرحمن إلى التّنعِيم فأَردفها فأهلّت بعمرة مكانَ عمرتها فقضى الله عز وجل حجَّها وعمرتَها ولم يكن في شيء من ذلك هديٌ ولا صومٌ ولاصدقةٌ]. هكذا رواه يحيى القطان عن هشام، أملاه عليهم هشام إملاءً (٣). والحديث عند الشيخين وغيرهما من طرق عن هشام به (٤).


(١) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب ١/ ٤٧٦.
(٢) الموضع نفسه.
(٣) المسند ٤٢/ ٣٧٦ ح ٢٥٥٨٧. وإنما سقت هذه الرواية لتنصيص القطان على أن تحملهم للحديث عن هشام كان بإملاء منه، لأنه أرفع أقسام طرق تحمل الحديث عند الجماهير كما قال النووي التقريب مع تدريب الراوي ٢/ ٨.
(٤) انظر: صحيح البخاري ١/ ٤١٧ ح ٣١٧ مع فتح الباري، وصحيح مسلم ٢/ ٨٧٢ ح ١٢١١ (١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>