للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن مندة في معرفة الصحابة (١). قال الحافظ ابن حجر: استنكره أبو نعيم وقال: الأثبات رووه عن عبد الرزاق مرسلاً. ا. هـ. ويؤيده ما ذكره ابن عبد البر عن يعقوب بن شيبة عن أحمد بن شبويه، عن عبد الرزاق قال: لم يسند لنا معمر حديث غيلان بن سلمة أنه أسلم وعنده عشر نسوة. ا. هـ (٢). وسماع عبد الرزاق من معمر كان باليمن.

وتابع عبدَ الرزاق ابنُ عيينة عن معمر به (٣). وهكذا رواه مالك عن الزهري (٤).

ورواه يونس بن يزيد، وعقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، كلهم عن الزهري: بلغني عن عثمان بن محمد بن أبي سويد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لغيلان … الحديث (٥) وروايتهم وكذلك رواية مالك تؤيد الرواية المرسلة عن معمر.

وجه إعلال الإمام أحمد لهذا الحديث:

أعل الإمام أحمد الرواية الموصولة عن معمر بأنها مما أخطأ معمر فيها بالبصرة، وحكم للرواية المرسلة لأنها هي التي رجع إليها باليمن، بدليل أن عبد الرزاق ذكر أن معمراً لم يكن يسند لهم هذا الحديث، ومعلوم أن سماعه من معمر كان باليمن. وهذا مثال لما ذكره الإمام أحمد أن معمراً كان يحدث بخطأ بالبصرة،


(١) ذكره الحافظ ابن حجر عنه الإصابة ٣/ ١٩١.
(٢) التمهيد ١٢/ ٥٥.
(٣) أخرجه الطحاوي شرح معاني الآثار ٣/ ٢٥٣.
(٤) الموطأ ٢/ ٥٨٦ ح ١٢١٨، وانظر: التمهيد ١٢/ ٥٤.
(٥) رواه الدارقطني من حديث يونس السنن ٣/ ٢٧٠، والطحاوي شرح معاني الآثار ٣/ ٢٥٣، والبيهقي السنن الكبرى ٧/ ١٨٢ من حديث عقيل، والبخاري تعليقاً التاريخ الكبير ٦/ ٢٤٩ ـ وتصحف شعيب إلى شعبة، وهو خطأ، وانظر أيضاً: جامع الترمذي ٣/ ٤٣٥ من حديث شعيب بن أبي حمزة، لكن قال: عن محمد بن سويد الثقفي. وهكذا قال عثمان بن عمر، عن يونس السنن الكبرى للبيهقي ٧/ ١٨٢. الرواية الأولى عن يونس جاءت من رواية ابن وهب، والليث.

<<  <  ج: ص:  >  >>