للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرة، عن عائشة: أصبحت أنا وحفصة صائمتين؟ فأنكره، وقال: من رواه؟ قلت جرير بن حازم، فقال: جرير كان يحدث بالتوهم (١).

هذا الحديث رواه النسائي (٢)، والطحاوي (٣)، وابن حبان (٤)، والطبراني (٥) من طرق عن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة، عن عائشة قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين متطوِّعتين، فأُهديَتْ لنا هديةٌ، فأكلناها فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة: فبدرتني حفصة ـ وكانت بنتَ أبيها ـ فسألتْ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لا عليكما، صُوما يوماً مكانَه" وهذا لفظ الطبراني، وهو عند الباقين بأخصر منه. وقال الطبراني: لم ير هذا الحديث عن يحيى ابن سعيد إلا جريرُ بن حازم، تفرد به ابن وهب. ا. هـ (٦).

وأنكره الإمام أحمد على جرير بن حازم لتفرده به عن يحيى بن سعيد من هذا الوجه، وعلّل ذلك بأنه كان يحدث بالتوهم. وقد ذكر الذهبي هذه القصة عن الأثرم فزاد: قلت القائل الأثرم: أكان يحدثهم بالتوهم بمصر خاصة أو غيرها؟ قال: في غيرها وفيها. وقال أبو عبد الله: أشياء يسندها عن قتادة باطل. ا. هـ (٧). فظاهر هذه الرواية أن أوهام جرير عند أحمد تعم حديثه بمصر وبغيرها، فإن ثبتت هذه الزيادة في رواية الأثرم فلا اختصاص لرواية أهل مصر


(١) السنن الكبرى للبيهقي ٤/ ٢٨١.
(٢) السنن الكبرى ٢/ ٢٤٨ ح ٣٢٩٩. ووقع في المطبوع: عن عروة مكان عمرة، وهو خطأ، والتصويب من تحفة الأشراف ١٢/ ٤٢٧، وكذلك رواية ابن عبد البر للحديث من طريق السنائي التمهيد ١٢/ ٧١.
(٣) شرح معاني الآثار ٢/ ١٠٩.
(٤) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ٨/ ٢٨٤ ح ٣٥١٧.
(٥) المعجم الأوسط ٦/ ٢٨٦ ح ٦٤٣٣.
(٦) الموضع السابق.
(٧) سير أعلام النبلاء ٧/ ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>