للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه القرائن ليست صريحة في إثبات السماع، ولم يحتج بها الإمام أحمد لإثباته، إنما ذكرها للاستدلال بها على إثبات صحة ما ورد من التصريح بالسماع في رواية شعبة عن عمرو، عن سليمان التي ذكرها الإمام أحمد (١)، فقد ورد التصريح بالسماع فيما رواه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم عن شعبة (٢).

٥. قال أبو داود: "قيل لأحمد: سمع الحسن من عمران؟ قال: ما أُنكره، ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين سمع منه" (٣).

فهذا مثل ما تقدم ذكره في بعض الأمثلة أنه استدلال بسماع الأصغر على إمكان سماع الأكبر، وليس فيه اعتماده لإثبات السماع، لكنه هنا احتج به لعدم إنكار السماع، وإن لم يثبته.

وسئل أحمد عما يدل على لقاء الحسن بعمران بن حصين، فلم ينكره ولم يثبته:

قال أبو داود: "سمعت أحمد قال: خثيمة بن أبي خيثمة (٤) كان من أهل البصرة، سكن الكوفة وحدّث عنه الأعمش ومنصور. قلت لأحمد كيف حديثه؟


(١) روى عنه أثر أبي سعيد كما عند أحمد ١٧/ ٤٤٧ ح ١١٣٤٩، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١/ ٤٣٥ عن شعبة، عن عمرو بن دينار، عن سليمان اليشكري، عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال في الوهم: يتحرى. قال: قلت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم. ووقعت الرواية عندهما بالعنعنة.
(٢) التاريخ الكبير ٤/ ٣٢.
(٣) مسائل الإمام أحمد ـ برواية أبي داود ص ٤٤٨ رقم ٢٠٤٢.
(٤) خيثمة بن أبي خيثمة البصري، روى عن أنس بن مالك، والحسن البصري. قال عنه ابن معين: ليس بشيء الجرح والتعديل ٣/ ٣٩٤.
وقال ابن المديني عن حديثه الذي رواه: إسناده ضعيف، وهو حديث منكر، وإنما أوتي من طريق خيثمة عن الحسن علل ابن المديني ص ٥٨.
وذكره ابن حبان في الثقات ٤/ ٢١٤، ثم ذكره في المجروحين ١/ ٢٨٧ وقال: منكر الحديث.
وقد أثنى عليه أحمد كما في هذه الرواية من طريق أبي داود. والذين ضعفوه أكثر عدداً ومعهم زيادة علم.

<<  <  ج: ص:  >  >>