للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللقاء على الاتصال.

ج. قال أبو داود: "سئل أحمد: سمع قتادة من أبي رافع (١)؟ قال: لا يشبه، لأنه يدخل ببينهما رجلين: الحسن وخلاس" (٢).

وجاءت هذه الرواية عند عبد الله، قال: "سمعت أبي يقول: قال شعبة: لم يسمع قتادة من أبي رافع شيئاً. قال أبي: أدخل بينه وبين أبي رافع خلاساً والحسن. قال أبي: وقد سمع قتادة من خلاس، قال شعبة عن قتادة: سمعت خِلاساً، وقال أبان عن قتادة: حدثنا خِلاس، وهمام عن قتادة قال: حدثني خِلاس" (٣).

فذكر أحمد أن رواية قتادة عن أبي رافع بواسطة تدل على صحة ما ذكره شعبة من أن قتادة لم يسمع من أبي رافع، بل روى الميموني عن أحمد أن شعبة قال: لم يلق قتادة أبا رافع، إنما كتب عن خِلاس عنه (٤). وما ورد من تصريحه بالسماع (٥) محمول على عدم صحته عند الإمام أحمد لهذا المانع الذي ذكر هنا.


(١) هو نفيع بن رافع الصائغ أبو رافع المدني، نزيل البصرة، أدرك الجاهلية ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل البصرة تهذيب الكمال ٣٠/ ١٤، طبقات ابن سعد ٧/ ١٢٢.
(٢) مسائل الإمام أحمد ـ برواية أبي داود ص ٤٥٢ رقم ٢٠٥٩.
(٣) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ١/ ٥٢٨ رقم ١٢٤١.
(٤) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية المروذي وغيره ص ١٩٧ رقم ٣٥٠. وكان شعبة يروي حديث أبي رافع من طريق قتادة عن خلاس عن أبي رافع، أو عن قتادة عن الحسن، عن أبي رافع نظر: سنن أبي داود ح ٢١٦، السنن الكبرى للنسائي ح ١٩٧، صحيح ابن خزيمة ح ١٥٥٥، مستخرج أبي نعيم على صحيح مسلم ح ٩٧٦، السنن الكبرى للبيهقي ١/ ١٦٣ ولم أقف على رواية له عن قتادة عن أبي رافع مباشرة.
(٥) جاء ذلك عند البخاري صحيح البخاري ١٣/ ٥٢٢ ح ٧٥٥٤ مع فتح الباري من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، عن معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، حدثنا قتادة أن أبا رافع حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق أن رحمتي سبقت غضبي … " الحديث. واعتمده الذهبي في رد ما قال أبو داود: إن قتادة لم يسمع من أبي رافع سير أعلام النبلاء ٥/ ٢٨٢.
وقد اختلف على معتمر بن سليمان في ذكر سماع قتادة من أبي رافع وعدمه، فالذين لم يذكروه: خليفة بن خياط عند البخاري ح ٧٥٥٣، وعلي بن بحر عند أحمد المسند ١٤/ ٥١٩ ح ٨٩٥٨، وعاصم بن النضر عند الطبراني في الأوسط ٣/ ١٨٩ ح ٢٨٨٩، ويحيى بن خلف عند ابن أبي عاصم في السنة ١/ ٢٧٠ ح ٦٠٨.
ولم أر من تابع ابن أبي سمينة على ذكر السماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>