للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأبي عبد الله: دغفَل بن حنظَلة له صُحبة؟ فقال: لا، ومن أين له صُحبة، هذا كان صاحب نسب. قيل لأبي عبد الله: رُوي عنه غير هذا الحديث؟ فقال: نعم، حديث آخر يرويه أبان العطار: "كان على النصارى صوم" قال أبو عبد الله: لا أعلمه رُوي عنه غيرُهما" (١).

وليس في الحديثين اللذين رواهما ما يدل على لقائه بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلم يذكره الإمام أحمد في مسنده.

ومثله أيضاً مطر بن عُكامِس، نقل إسحاق بن منصور عنه أنه قال: لا صحبة له (٢). وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه: هل له صحبة؟ فقال: لا يُعرف. قلت: فله رواية؟ قال: لا أدري (٣). ولم يخرج الإمام أحمد له في المسند، وأخرج عبد الله حديثه في زياداته على المسند (٤)، وليس فيه ما يدل على لقائه بالنبي صلى الله عليه وسلم.

وأما من نفى عنه الصحبة ثم ذكر حديثه في مسنده، فهو ممن قد ورد عنه ما يدل على رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم، ونفيه لصحبته محمول على الصحبة الخاصة بالسماع والرواية. مثال ذلك مسلمة بن مخلَّد، فقد روى أبو طالب عنه أنه قال: ليست له صحبة. وروى حديثه في المسند، وجاء في روايته ما يدل على أن له لقيًّا، وهو ما قرأه عبد الله على أبيه: حدثنا عباد بن عباد، وابن أبي عدي، عن ابن عون، عن مكحول أن عقبة أتى مسلمة بن مُخلَّد، وكان بينه وبين البَّواب شيء، فسمع صوته فأذن له فقال: إني لم آتك زائراً، ولكني جئتك لحاجة، أتذكر يوم قال


(١) تهذيب الكمال ٨/ ٤٨٧، وانظر: المراسيل ١٩٨.
(٢) المراسيل ٧٣٢، نقله عنه وعن يحيى بن معين.
(٣) ذكره ابن حجر في الإصابة ٣/ ٤٢٣ - ٤٢٤.
(٤) وهو حديث: "إذا قضى الله ميتة عبدٍ بأرض جعل له إليها حاجة" المسند ٣٦/ ٣٠٨ ح ٢١٩٨٣، ٢١٩٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>