ورواه الإمام أحمد في مسند عقبة بن عامر عن سفيان بن عيينة، عن ابن جريج: سمعت أبا سعيد يحدث عطاء قال: رحل أبو أيوب إلى عقبة بن عامر فأتى مسلمة بن مخلَّد وفيه: حدثنا ما سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحدٌ سمعه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره المسند ٢٨/ ٦١٣ ح ١٧٣٩١. وأبو سعيد هو المكي الأعمى، مجهول تقريب التهذيب ٨١٨١. وخالفه الحميدي فرواه عن سفيان قال: ثنا ابن جريج قال: سمعت أبا سعد الأعمى يحدث عطاء بن أبي رباح يقول: خرج أبو أيوب إلى عقبة بن عامر وهو بمصر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره وغير عقبة. فلما قدم مسلمةَ بن مخلد الأنصاري ـ وهو أمير مصر ـ فأُخبر به فعجّل فخرج إليه فعانقه ثم قال: ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغير عقبة … مسند الحميدي ١/ ١٨٩ ح ٣٨٤. وتابعه محمد بن المثنى عند الروياني مسند الروياني ١/ ١٤٩ ح ١٥٩. فعلى هذه الرواية لم يسمع مسلمة هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما سمعه عقبة بن عامر، والذي ارتحل إليه هو أبو أيوب الأنصاري. ويؤيده ما رواه أحمد المسند ٢٨/ ٦٥٦ ح ١٧٤٥٤ عن البرساني عن ابن جريج: ركب أبو أيوب إلى عقبة بن عامر إلى مصر فقال: إني سائلك عن أمر لم يبق ممن حضره من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنا وأنت … فذكره، وليس لمسلمة بن مخلد فيه ذكر. وهذا معضل بين ابن جريج وأبي أيوب، لكنه يدل على أن الرواية الأولى معلولة. والحديث قد حكم عليه أبو حاتم بالاضطراب علل ابن أبي حاتم ٢/ ١٦٤ ح ١٩٨٤. وهو جدير به. (٢) الآحاد والمثاني ٥/ ٣٢٤ ح ٢٨٦٥. (٣) المعجم الكبير ١٩/ ٤٣٧ ح ١٠٦٠.