للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن أربع ومات وأنا ابن أربع عشرة" رواه أحمد (١)، والطبراني (٢). قال الطبراني: وحديث عبد الرحمن بن مهدي عندي الصواب والله أعلم.

فنفيُ الإمام أحمد لصحبته مع روايته لهذا الحديث الذي يدل على أن له رؤية هو الذي جعل الحافظ ابن حجر يُؤوِّل النفي بأن المنفي هو الصحبة الخاصة (٣)، وليس أصل الصحبة.

وقد ينفي عن الرجل سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثم يورده في مسنده ويذكر له أحاديث لمِا له من إدراك للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك مثل عبد الرحمن بن غنم الأشعري، أفرده الإمام أحمد بالذكر في مسنده (٤) وذكر له أحاديث ليس في واحد منها تصريحه بالسماع من النبي صلى الله عليه وسلم أو ما يدل على لقائه به، وقد نص على عدم سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ذكر أنه أدركه. قال حرب بن إسماعيل: "سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول: عبد الرحمن بن غنم قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه" (٥).

ومثال آخر هو طارق بن شهاب، أدخله في مسنده وأورد له عدة أحاديث منها ما يدل على أن له اللقيا، وهو حديث شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: [رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر


(١) أخرجه الخطيب من طريقه في الكفاية في علم الرواية ص ١٠٨.
(٢) المعجم الكبير ١٩/ ٤٣٨ ح ١٠٦١.
(٣) الإصابة ٣/ ٤١٨.
(٤) المسند ٢٩/ ٥١٢ - ٥٢١. وقال الذهبي: روى له أحمد بن حنبل في مسنده أحاديث لكنها مرسلة، ويحتمل أن تكون له صحبة فقد ذكر يحيى بن بكير عن الليث وابن لهيعة أن عبد الرحمن صحابي وقال الترمذي له رؤية سير أعلام النبلاء ٤/ ٤٥.
وذكره ابن حجر في القسم الأول، وهم من ثبتت صحبتهم، ثم أعاد ذكره في القسم الثالث، وهم المحضرمون ـ من أدرك الجاهلية والإسلام ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم الإصابة ٢/ ٤١٧، ٣/ ٩٧.
(٥) المراسيل ٤٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>