للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه أبو معاوية؟ قال: يشبه، يحدث عن عطاء (١).

حديث أنس رواه البيهقي (٢) من طريق أبي حمزة السكري، عن إبراهيم الصائغ، عن أبي خالد، عن أنس بن مالك قال: "وضّأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلل لحيته وعنفقته بالأصابع وقال هكذا أمرني ربي عز وجل". أبو خالد هو محمد بن خالد الضبي الكوفي (٣)، يقال له: سؤر الأسد. وثقه ابن معين وقال: لم يسمع من أنس (٤). وقال عنه أبو حاتم: ليس بحديثه بأس، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال عنه الذهبي وابن حجر: صدوق (٥).

وأعل الإمام أحمد هذا بعدم سماع محمد بن خالد من أنس، وهذا من الإرسال الخفي إن كان أدرك زمن أنس (٦)، ونقل العلائي لعبارة الإمام أحمد تُوهم عدم إدراكه، فإنه نقل عن أحمد أنه قال: من أين أدرك محمد بن خالد أنساً أو رآه (٧)، وهي مخالفة لما رواه أبو داود عنه.


(١) مسائل الإمام أحمد ـ برواية أبي داود ص ٤٤٧ رقم ٢٠٣٥.
(٢) السنن الكبرى ١/ ٥٤. وحديث تخليل اللحية قد روي من أوجه أخرى عن أنس، وعن عثمان، وعمار، وابن عمر، وأبي أمامة وغيرهم. قال عبد الله عن أحمد: ليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في التخليل شيء. وقال الخلال في كتاب العلل أخبرنا أبو داود قال قلت لأحمد: تخليل اللحية؟ قال: قد روي فيه أحاديث ليس يثبت منها حديث، وأحسن شيء فيها حديث شقيق عن عثمان. وعن أحمد أيضاً: ليس في التخليل أصح من أثر ابن عمر موقوفاً فذكره نقلها ابن القيم في تهذيب السنن ١/ ١٧٠.
(٣) انظر: المعجم الأوسط ٦/ ٣١٦.
(٤) جامع التحصيل ص ٢٦٣.
(٥) الجرح والتعديل ٧/ ٢٤١، الثقات ٧/ ٣٧٠، تهذيب الكمال ٢٥/ ١٥٣ - ١٥٤، الكاشف ٤٨٢٦، تقريب التهذيب ٥٨٨٨.
(٦) ويحتمل أن يدركه لأنه يروي عن إبراهيم النخعي، ووفاته بعد وفاة أنس بثلاث سنوات مات أنس سنة ٩٣، ومات إبراهيم سنة ٩٦ - تقريب التهذيب ٢٧١، ٥٧٠.
(٧) جامع التحصيل الموضع نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>