للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المزيد في متصل الأسانيد، وأن الصواب عدم ذكر الزيادة، وعلل ذلك بقرينة: وهي كون واثلة بن الأسقع (١) ليس بذاك القديم (٢)، فمعنى ذلك أنه لا يُستبعد سماعُ بُسر بن عبيد الله (٣) منه، فلا معنى إذا لذكر الواسطة. وأما جهة الوهم فذكر أنه من شيخ ابن المبارك، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

وقد خُولف الإمام أحمد في تعليله للوهم وفي تعيين الواهم بعد الاتفاق على الحكم بأن الزيادة وهم.

أما التعليل فقد عُلّل الوهم في ذكر الزيادة بأن بُسر بن عبيد الله قد سمع من واثلة بن الأسقع في الجملة، بل قد صرّح بسماع هذا الحديث بعنيه منه، وذلك في رواية الوليد بن مسلم (٤)، وبِشر بن بكر (٥)، وصَدَقَة بن خالد (٦)، وعيسى بن يونس (٧). فالتعليل بهذا التصريح أولى من التعليل بقرينة إمكان اللقاء


(١) واثلة بن الأسقع الليثي، كان من أهل الصُّفّة وأسلم قبل تبوك وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل الشام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تهذيب الكمال ٣٠/ ٣٩٤ - ٣٩٥.
(٢) مات سنة ٨٣ وقيل بعدها، وكان آخر الصحابة موتاً بدمشق تهذيب الكمال ٣٠/ ٣٩٥.
(٣) بسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي، قال أبو مسهر: هو أحفظ أصحاب أبي إدريس عنه تهذيب الكمال ٤/ ٧٦.
(٤) قال ذلك عنه: الإمام أحمد نفسه المسند ٢٨/ ٤٥٠ ح ١٧٢١٥، ومحمد بن علي عند ابن المنذر الأوسط ١/ ١٨٦ ح ٧٦٥، والحسين بن حريث عند ابن خزيمة صحيح ابن خزيمة ٢/ ٧ ح ٧٩٢، وأبو خيثمة عند أبي نعيم في المستخرج على صحيح مسلم ٣/ ٥١ ح ٢١٨٠، وداود بن مخراق الفريابي عند البيهقي في السنن الكبرى ٤/ ٧٩. رواه مسلم صحيح مسلم ٢/ ٦٦٨ ح ٩٧٢، والترمذي الجامع ٣/ ٣٦٨ ح ١٠٥١، والنسائي السنن الكبرى ١/ ٢٧٣ ح ٨٣٦ كلهم من طريق علي ابن حجر بالعنعنة بين بسر وواثلة.
(٥) وحديثه عند الحاكم في المستدرك ٣/ ٢٢١.
(٦) قال ذلك أبو مسهر عند الحاكم الموضع نفسه، وهشام بن عمار عند الطبراني في مسند الشاميين ١/ ٣٢٩ ح ٥٨٠ كلاهما عن صدقة.
(٧) وحديثه عند أبي داود ٣/ ٥٥٤ ح ٣٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>