للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التي استدل بها الإمام أحمد، والعجيب أن الإمام أحمد قد روى رواية التصريح بالسماع في المسند، فكأنه لم يستحضرها حين الإجابة عن سؤال أبي داود.

أما الواهم في ذكر الزيادة فقد ذكر غير واحد أنه عبد الله بن المبارك وليس شيخه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر كما ذهب إليه الإمام أحمد. قال ذلك البخاري (١)، وأبو حاتم (٢)، وابن خزيمة (٣)، والدارقطني (٤)، والحاكم (٥). وذلك أنه تفرد بذكر أبي إدريس الخولاني بين بسر بن عبيد الله وواثلة بن الأسقع، وخالف جمعاً من أهل الشام الذين هم أعرف الناس بحديث أهل بلدهم.

ومما يدل على أن الغلط كان من ابن المبارك أنه قد رواه غير واحد (٦) عنه بذكر سماع بسر بن عبيد الله من أبي إدريس، وهو من واثلة، ولو كان ذلك محفوظاً لقيل بصحة ذكر الزيادة وعدمها، فيكون بُسر سمع الحديث من واثلة بواسطة أبي إدريس ثم سمعه منه مباشرة، ولم أر أحداً من الحفاظ يقول بذلك، مما يدل على ضعف هذا الجمع، وبالتالي يقوي أن الوهم من ابن المبارك لا كما ذكره الإمام أحمد أنه من ابن جابر.


(١) جامع الترمذي ٣/ ٣٦٩.
(٢) علل ابن أبي حاتم ١/ ٨٠.
(٣) صحيح ابن خزيمة ٢/ ٨.
(٤) علل الدارقطني ٧/ ٤٤.
(٥) المستدرك ٣/ ٢٢١.
(٦) قال ذلك عبد الرحمن بن مهدي عند ابن خزيمة في صحيحه ٢/ ٨ ح ٧٩٤، والحاكم في المستدرك ٣/ ٢٢١، والبيهقي في السنن الكبرى ٢/ ٤٣٥، وعبدان عند الحاكم في المستدرك ٣/ ٢٢٠ - ٢٢١، وحبان بن موسى عند ابن حبان في صحيحه ٦/ ٩٠ ح ٢٣٢٠ الإسحان، وابن عائشة عند أبي نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم ٣/ ٥١ ح ٢١٧٩، وعتاب بن زياد، وعلي بن إسحاق كلاهما عند أحمد المسند ٢٨/ ٤٥١ ح ١٧٢١٦. ولم يذكر السماع حسن بن الربيع عند مسلم ٢/ ٦٦٨ ح ٩٧٣، وهناد بن السري عند الترمذي في الجامع ٣/ ٣٦٧ ح ١٠٥٠، وزكرياء بن عدي عند عبد بن حميد ١٧٢ ح ٤٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>