للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الإمام أحمد في حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في كل إبل سائمة، في كل أربعين ابنة لبون، لا تُفرَّق إبلٌ على حسابها، من أعطاها مؤتجراً فله أجرها، ومن منعها فإنا آخذوها منه وشطر إبله، عزمة من عزمات ربنا، لا يحل لآل محمد منها شيء" (١): ما أدري ما وجهه، وسئل عن إسناده فقال: هو عندي صالح الإسناد (٢). فهذا الحديث تفرد به بهز بن حكيم، ولم يرد عن الإمام أحمد أنه رفعه إلى منزلة الثقة الحافظ، بل غاية ما فيه عن أحمد أن ابن حبان نقل عنه أنه كان يحتج به (٣). ونقل عنه ابن القيم أنه قال: بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده صحيح (٤).

وأما ابن معين، وابن المديني، والنسائي فوثقوا بهز بن حكيم، وقال فيه أبو زرعة: صالح، ليس بالمشهور. وقال أبو حاتم: شيخ، يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال الحاكم: كان من الثقات، ممن يجمع حديثه، وإنما أُسقط من الصحيح روايته عن أبيه، عن جده لأنها شاذة، لا متابع له فيها. وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً (٥). وقال فيه ابن حجر: صدوق (٦).

فتفرد مثل هذا الراوي بأصل ليس له فيه متابع يعدّ منكراً على أصل الإمام أحمد في هذا الباب. لكن ذكر أن إسناد هذا الحديث صالح، وقال بموجبه في رواية


(١) أخرجه أبو داود السنن ح ١٥٧٥، والنسائي السنن ٥/ ٢٥، وأحمد المسند ٣٣/ ٢٢٠ ح ٢٠٠١٦، وابن خزيمة صحيح ابن خزيمة ح ٢٢٦٦، والطحاوي شرح معاني الآثار ٢/ ٩، والحاكم المستدرك ١/ ٣٩٨، والبيهقي السنن الكبرى ٤/ ١٠٥.
(٢) المغني ٤/ ٧، تنقيح التحقيق ٢/ ٢٥٨.
(٣) المجروحين ١/ ١٨٥.
(٤) تهذيب السنن ٤/ ٣١٩.
(٥) تهذيب الكمال ٤/ ٢٦١ - ٢٦٢.
(٦) تقريب التهذيب ٧٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>