للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحيى بن سعيد الأنصاري قال فيه أحمد: أثبت الناس (١). وقال أيضاً: "محدثوا الحجاز ابن شهاب، ويحيى بن سعيد، وابن جريج، يجيئون بالحديث على وجهه" (٢)، وأما سعيد بن عبيد الطائي فقال في رواية عبد الله: صالح الحديث (٣)، ووثقه في رواية أبي طالب (٤)، ولا شك في تقديم يحيى بن سعيد الأنصاري عليه في الحفظ والضبط والعلم.

قال الإمام مسلم: "وغير مشكل على من عقل التمييز من الحفاظ من نقلة الأخبار ومن ليس كمثلهم أن يحيى بن سعيد أحفظ من سعيد بن عبيد، وأرفع منه شأناً في طريق العلم وأسبابه، فلو لم يكن إلا خلاف يحيى إياه حين اجتمعا في الرواية عن بشير بن يسار لكان الأمر واضحاً في أن أولاهما بالحفظ يحيى بن سعيد، ودافع لما خالفه … " (٥).

ومن أجل هذا لم يخرج الإمام أحمد رواية سعيد بن عبيد في مسنده، واكتفى يرواية يحيى بن سعيد الأنصاري. وقد وافق الإمام أحمد على إنكار رواية سعيد بن عبيد الإمام مسلم كما تقدم، والبيهقي (٦)، وابن عبد البر (٧)، وابن القيم (٨). وانتهج الحافظان ابن رجب، وابن حجر إلى الجمع بين الروايتين بناء على صحتهما عندهما (٩).


(١) تهذيب الكمال ٣١/ ٣٥٦.
(٢) الجرح والتعديل ٩/ ١٤٨.
(٣) العلل ومعرفة الرجال ـ برواية عبد الله ٢/ ٤٩٤ رقم ٣٢٥٧.
(٤) الجرح والتعديل ٤/ ٤٦.
(٥) التمييز ص ١٩٤.
(٦) السنن الكبرى ٨/ ١٢٠.
(٧) الاستذكار ٢٥/ ٣٠١.
(٨) تهذيب السنن ٦/ ٣٢١.
(٩) انظر: جامع العلوم والحكم ٢/ ٢٤٤، وفتح الباري ١٢/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>