للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو ممن ذكره الإمام مسلم في "المنفردات والوحدان" (١) ضمن من تفرد عنهم حماد بن سلمة بالرواية.

فتوثيقه لهذين الراوين مع أنه ليس لكل واحد منهما إلا راوٍ واحد، ومع قلة حديثهما مبني على جلالة الراوي عنهما، وهو حماد بن سلمة. قال الفضل بن زِياد: "وحدثنا أبو طالب عن أبي عبد الله قال: سألته عن حماد بن سلمة فقال: حماد بن سلمة من خيار عباد الله الصالحين، ومَن جمع من السنة ما جمع! وقال أيوب: هاتوا مثل فتانا حماد. وقال الفضل: سمعت أبا عبد الله يقول: قال رجل يوماً: العلم عند شعبة، وسفيان، وحماد، فأنكرت عليه حماد أن يكون مثل شعبة وسفيان، ولم أكن بحديثه عالماً، فلما كتبت حديثه علمت أنه قد صدَق، فإن حماداً عالم" (٢)، فهذا يدل على جلالة حماد بن سلمة عند الإمام أحمد.

د. نقل مغلطاي من كتاب الساجي عن أحمد بن حميد ـ وهو أبو طالب ـ قال: "قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: فالحارث بن عبد الرحمن الذي يروي عنه ابن أبي ذئب؟ قال: لا أرى به بأساً" (٣). وقد قال ابن سعد، وابن المديني، وأبو أحمد الحاكم: "لا نعلم أحداً روى عنه ـ أي الحارث بن عبد الرحمن ـ إلا ابن أخته محمد ابن عبد الرحمن ابن أبي ذئب" (٤). وذكره الإمام مسلم في "المنفردات والوحدان" فيمن تفرد عنهم ابن أبي ذئب بالرواية (٥). ولعل من أجل هذا قال فيه ابن المديني: مجهول، نقله ابن حجر (٦).


(١) ترجمة ١٢٦٩.
(٢) المعرفة والتاريخ ٢/ ١٩٥.
(٣) إكمال تهذيب الكمال ٣/ ٣٠٣.
(٤) الطبقات الكبرى ـ القسم المتمم ـ ١/ ٢٧٠، تهذيب الكمال ٥/ ٢٥٦.
(٥) ترجمة ١١٦٢.
(٦) تهذيب التهذيب ٢/ ١٤٩، وقال عنه ابن معين: هو يروى عنه وهو مشهور الجرح والتعديل ٣/ ٨٠. هذا وقد قال النسائي في الحارث بن عبد الرحمن هذا: ليس به بأس، وقال عنه الذهبي: صدوق صالح الكاشف ٨٦١. وقال عنه ابن حجر: صدوق التقريب ١٠٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>