للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عقِيل - بالكسر- ورأيت في كتابه أحاديث عن سُويد بن عبد العزيز، عن مغيرة وحصين قد أقلبها على سعيد بن عبد العزيز، فقلت له: هذه أحاديث سويد بن عبد العزيز، فقال: نا سعيد بن عبد العزيز، عن سويد، أظنه لم يطلب العلم، وهو كذّاب». (١) فهذا وقعتْ إليه كتبٌ ولم يطلب العلم على الشيوخ فوقع في التحصيف والقلب من حيث لا يدري، فنسب إلى الكذب بسبب ذلك.

والتصحيف يقع في السند كما يقع في المتن. فمن النماذج التي ذكرها الإمام أحمد مما وقع في الأسانيد:

قال الإمام أحمد: «حدثنا وكيع، حدثنا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن أبي سفيان سمعه منه، وعن مسلم بن ثَفِنَة قال: استعمل ابن علقمة أبي عِرافَةَ قومِهِ، فأمره أن يُصدقهم قال: فبعثني أبي في طائفة لآتيه بصدقتهم - فذكر الحديث وفيه: نهانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نأخذ شافعاً - والشافع التي في بطنها ولدُها». قال عبد الله: سمعت أبي يقول: كذا قال وكيع: مسلم بن ثَفِنة، صحّف. وقال روح: ابن شُعبة، وهو الصواب. وقال أبي: وقال بشر بن السري: لا إله إلا الله! هو ذا ولده هاهنا - يعني مسلم بن شُعبة». (٢)

ثم أخرج الحديث من طريق روح بن عُبادة (٣). وكذلك تابع روح على مسلم بن شعبة بشر بن السري كما ذكر أحمد، وذكر روايته البخاري (٤)؛ وتابعه أيضاً أبو عاصم كما ذكر أبو داود (٥).


(١) الجرح والتعديل (١/ ١٤٣).
(٢) المسند (٢٤/ ١٥٣ ح ١٥٤٢٦). وانظر الحديث عند أبي داود (٢/ ٢٣٨ ح ١٥٨١، ١٥٨٢)، والنسائي (السنن ٥/ ٣٢ ح ٢٤٦١، ٢٤٦٢)، وابن أبي عاصم (الآحاد والمثاني ٢/ ٢١٢ ح ٩٦٧)، والبيهقي (السنن الكبرى ٤/ ٩٦).
(٣) المسند (٢٤/ ١٥٦ ح ١٥٤٢٧).
(٤) تعليقاً كما في «التاريخ الكبير» (٧/ ٢٥٧).
(٥) السنن (٢/ ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>