للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونص غير واحد على خطأ وكيع في قوله ثفنة، منهم ابن معين (١)، والبخاري (٢)، والنسائي (٣)، واعتمد العسكري قول الإمام أحمد في ذكر هذا التصحيف عن وكيع (٤)، وشعبة غير منقوط يسهل تصحيفها بثفنة.

ومن أمثلة التصحيف في السند أيضاً ما وقع في حديث أنس بن مالك: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر لا يقرؤون يعني لا يجهرون {بسم الله الرحمن الرحيم}». فرواه عبد الله بن الوليد، عن سفيان الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي نعامة الحنفي، عن أنس بن مالك به. أخرجه أحمد (٥)، والبيهقي (٦). وتابعه الحسين بن حفص (٧)، وعمر بن سعيد (٨)، ومحمد بن يوسف الفريابي (٩)، وعبيد الله الأشجعي (١٠).

وخالفهم يحيى بن آدم، فرواه عن سفيان، عن خالد، عن أبي قلابة، عن أنس (١١). قال الإمام أحمد: وهم فيه، إنما هو أبو نعامة. (١٢)


(١) التاريخ برواية الدوري (٣/ ٦٩ رقم ٢٦٦).
(٢) التاريخ الكبير (٧/ ٢٥٧).
(٣) السنن الكبرى (٢/ ١٥).
(٤) تصحيفات المحدثين (١/ ٩٦).
(٥) المسند (٢٠/ ٤٥٩ ح ١٣٢٥٩).
(٦) السنن الكبرى (٢/ ٥٢).
(٧) حديثه عند البيهقي ٠ السنن الكبرى (٢/ ٥٢).
(٨) حديثه عند أبي يعلى (٧/ ٢١١ ح ٤٢٠٥).
(٩) حديثه عند البخاري (التاريخ الكبير ٨/ ٤٤١).
(١٠) ذكره الحافظ ابن حجر، نقلاً عن الخلال عن أحمد (النكت على كتاب ابن الصلاح ٢/ ٧٥١).
(١١) أخرج روايته ابن حبان من طريق هارون بن عبد الله الحمّال، عن يحيى بن آدم به (الإحسان ٥/ ١٠٥ ح ١٨٠٢).
(١٢) انظر: فتح الباري لابن رجب (٤/ ٣٧٣). ونقل الحافظ ابن حجر من علل الخلال أن مهنا بن يحيى هو الذي روى هذا عن الإمام أحمد فقال: هو وهم، حدثني يحيى بن آدم - يعني بهذا الإسناد - فقال: عن أبي نعامة قيس بن عباية، عن أنس رضي الله عنه بدل أبي قلابة اهـ (النكت على كتاب ابن الصلاح ٢/ ٧٥١).
فهذا يدل على أنه يحيى بن آدم يهم أحياناً فيذكر أبا قلابة، ويحدث به على الصحيح أحياناً على ما نقله الحافظ ابن حجر من علل الخلال.
وهناك اختلاف آخر في الحديث أشار إليه الإمام البخاري (التاريخ الكبير ٨/ ٤٤١)، وهو على أبي نعامة، حيث رواه الجريري، وعثمان بن غياث، وراشد الحراني عن أبي نعامة، عن ابن عبد الله بن مغفل، عن أبيه مخالفاً لرواية خالد الحذاء عن أبي نعامة. فرجح البخاري، والدارقطني هذه الرواية، وقال ابن رجب: ويدل عليه كلام الإمام أحمد أيضاً، لأنه رواه ثلاثة عن أبي نعامة، فقولهم أولى من قول خالد الحذاء وحده. وقال بعضهم: القولان عن أبي نعامة صحيحان. (انظر: التاريخ الكبير الموضع نفسه؛ فتح الباري لابن رجب ٤/ ٣٧٤؛ النكت على كتاب ابن الصلاح ٢/ ٧٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>