للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزُّبَيدي (١)، ومعمر (٢)، وعقيل ويونس (٣)، والأوزاعي (٤)، كلهم عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس بهذا المتن.

والعجب أن محمد بن مصعب قد شارك هؤلاء في رواية هذا المتن بالإسناد نفسه؛ أخرج تلك الرواية الإمام أحمد (٥)، فوافق أصحاب الأوزاعي الوليد بن مسلم، وشعيب بن إسحاق اللذين رويا الحديث عن الأوزاعي. وهذا يدل على أن الوهم من محمد بن مصعب، لا من الأوزاعي.

وأما المتن الذي رواه محمد بن مصعب بهذا الإسناد، وهو: «للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها»، فإنه يروى بأسانيد أخرى منها: حديث أبي جعفر الباقر، عن جابر بن عبد الله، وهو عند مسلم (٦)، وأحمد (٧)، وابن أبي شيبة (٨) ولفظه: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرَّ بجديٍ أَسَكَّ ميِّتٍ فتناوله، فأخذ بأذنه ثم قال: أيكم يُحبّ أنّ هذا له بدرهم؟ فقالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟ قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: والله لو كان حياًّ كان عيباً فيه لأنه أسَكَّ، فكيف وهو ميّت؟ فقال: فوالله لَلدُّنيا أهْونُ على الله من هذا عليكم».

ومنها: حديث عبد الله بن ربيعة: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ فإذا هو


(١) أخرج حديثه الدارمي (٢/ ١٤).
(٢) أخرج حديثه أبو داود (ح ٤١٢١)، وعبد الرزاق (المصنف ١/ ٦٢ ح ١٨٤)، وأحمد (٥/ ٤١٥ ح ٣٤٥٢).
(٣) أخرج حديثهما الدارقطني (السنن ١/ ٤١).
(٤) أخرج حديثه أحمد (٥/ ١٧٠ ح ٣٠٥١)، وابن حبان (٤/ ٩٨ ح ١٢٨٢)، والطبراني (٢٣/ ٤٢٨ ح ١٠٣٩).
(٥) المسند (٥/ ١٧٠ ح ٣٠٥١).
(٦) صحيح مسلم (٤/ ٢٢٧٢).
(٧) المسند (١٤٩٧٢).
(٨) المصنف (ح ٣٤٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>