للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد بَيَّنَ الله سبحانه في كتابه أن فلاحَ المؤمنين متعلق بخشوعهم في صلاتهم، فقال تعالى:

{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢)} [المؤمنون: ١ - ٢] ولا شك أن الخشوع روح الصلاة.

يقول ابن القَيِّم: «فمَن فاتَه خشوع الصلاة، لَم يكن من أهل الفلاح، ويستحيل حصولُ الخشوع مع العَجَلة والنقر قطعًا، بل لا يحصل الخشوع قطُّ إلاَّ مع الطمأنينة، وكلَّما زادَ طمأنينة ازدادَ خشوعًا، وكلَّما قلَّ خشوعه، اشتدَّتْ عَجَلته؛ حتى تصيرَ حركة يَدَيه بمنزلة العبث الذي لا يَصحبه خشوع ولا إقبال على العبوديَّة، ولا معرفة حقيقة العبودية.

- والله سبحانه قد قال: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: ٤٣].

- وقال: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [لقمان: ٤].

- وقال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ} [هود: ١١٤].

- وقال: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: ١٠٣].

- وقال: {وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ} [الحج: ٣٥].

- وفي أخص دعاء إبراهيم عليه السلام قال: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ} [إبراهيم: ٤٠].

- وقال لموسى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (١٤)} [طه: ١٤].

فلن تكاد تجد ذِكْرَ الصلاة في موضع من التنزيل إلاَّ مقرونًا بإقامتها، فالمصلون في الناس قليل، ومُقيم الصلاة منهم أقلُّ القليل!» (١).

هذا وصف المصلين في زمن ابن القيم فكيف به إذا رأى صلاة أهل زماننا إلا من رحم الله؟! {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي} [يوسف: ٥٣].


(١) الصلاة وأحكام تاركها (ص ١٤٠) بتصرف يسير.

<<  <   >  >>