للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْهُ التَّحَدُّثُ بِنِعَمِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)} [الضحى: ١١]» (١).

وقد قال تعالى: {إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ (٢٣)} [النحل: ٢٣].

ويوضح الألوسي معنى الفخور فيقول: «والفخور: من الفخر، وهو المباهاة في الأشياء الخارجة عن الإنسان كالمال والجاه» (٢).

وختامًا:

فإن الكبر من الأمور المعضلات المهلكات وهو داء شديد، ووبال هائل عظيم، وبه هلك من هلك من خواص الأنام فضلًا عن غيرهم من العوام، وهو حاجب لصاحبه عن قبول الحق والوصول لأخلاق المؤمنين الكرام، إذ فيه إباء مانع من التواضع، وقبول الحق والإذعان له.

وأما حقيقة الكبر:

فهي تأتي من باب رؤية النفس والإعجاب بها، والحقد على ذوي النعم وحسدهم على نعم الله عليهم، وكذلك ازدراء الناس وتنقصهم واحتقارهم، ورد الحق وإن كان جليًّا.

وأما أسباب الكبر:

فتدخل على الإنسان غالبًا من باب: العلم وحب الاستعلاء بسبب تحصيله والظهور على الأقران، أو العبادة وحب المدح من أجلها، أو المكانة الاجتماعية وما يتبعها من مال أو جاه أو سلطان أو منصب أو نسب وحسب أو أيّ قوة حسّية أو معنوية، وقد يكون الكبر ناتجًا أيضًا عن الشعور بالنقص.

أضرار الكبر:

وللكبر أضرار على العبد بالغة كما تبين معنا سابقًا، فوجب بيان تلك الأضرار والمساوئ بشيء من التفصيل والإيضاح.


(١) الشوكاني فتح القدير (١/ ١١٤٣).
(٢) الألوسي (١١/ ٨٩).

<<  <   >  >>