للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تَضَمَّنَتْ شَيْئَيْنِ: أَحَدُهُمَا: نَهْيُهَا عَنِ الذُّنُوبِ، والثَّانِي: تَضَمُّنُهَا ذِكْرُ اللَّهِ» (١) انتهى.

ويقول ابن كثير: «يَعْنِي: أَنَّ الصَّلَاةَ تَشْتَمِلُ عَلَى شَيْئَيْنِ: عَلَى تَرْكِ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ، أيْ: إِنَّ مُوَاظَبَتَهَا تَحْمِلُ عَلَى تَرْكِ ذَلِكَ» (٢).

ويقول البقاعي: «أقم الصلاة: أي: بجميع حدودها وشروطها ولا تغفل عنها، سعيًا في نجاة نفسك وتصفية سرك، فإن إقامتها -وهي الإتيان بها على النحو المرضي- مانعة من الخلل في العمل {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥]؛ لأنها الإقبال على مَنْ وَحَّدْتَهُ فاعتقدت أنه الفاعل وحده وأعرضت عن كل ما سواه» (٣).

- ويقول ابن تيمية: قَوْلُهُ: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥] «بَيَانٌ لِمَا تَتَضَمَّنُهُ مِنْ دَفْعِ الْمَفَاسِدِ وَالْمَضَارِّ» (٤).

ويقول معالي الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: «للصلاة الصحيحة تأثير في سلوك العبد وأعماله الأخرى، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: ٤٥]. فالذي يصلي بحضور قلبه وخشوع واستحضار لعظمة الله؛ هذا يخرج بصلاة مفيدة نافعة، تنهاه عن الفحشاء والمنكر، ويحصل بها على الفلاح. أما الذي يصلي صلاة صورية؛ من غير حضور قلب، ومن غير خشوع، قلبه في واد وجسمه في واد آخر؛ فهذا لا يحصل من صلاته على طائل» (٥) انتهى.

وعلى هذا فإن كان الإنسان مُقْتَصِدًا في العبادة لكنه حسن الخلق مع الناس، خَيْرٌ له مِنْ أن


(١) مجموع الفتاوى (١٠/ ٧٥٣).
(٢) ابن كثير (٦/ ٢٨٠ - ٢٨٢).
(٣) نظم الدرر (١٥/ ١٧٤).
(٤) انتهى من مجموع الفتاوى (٢٠/ ١٩٢ - ١٩٣).
(٥) المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان (٣/ ٥٣، ٥٤)، وينظر: فتاوى اللجنة الدائمة (٢٦/ ٨٦).

<<  <   >  >>