للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ الْفضل بن سهل: رَأَيْت جملَة السخِّاءِ حسن الظَّن بِاللَّه، وَجُمْلَة الْبُخْل سوء الظنِّ بِاللَّه، وَقَالَ الله تَعَالَى: الشَّيْطَان يعدُكم الفقرَ. وَقَالَ: " وَمَا أنفقتم من شَيْء فَهُوَ يخلف " احْتِيجَ أَن يكْتب على المعتضد كتابٌ يشْهد عَلَيْهِ فِيهِ العُدول، وفلما عُرضت النُّسْخَة عَن عبيد الله بن سُلَيْمَان، وَكَانَ ابْن ثوابة قد كتبهَا كَمَا يكْتب فِي الصكاك فِي صِحَة عقله، وجَواز أمْره لَهُ وعليْه، فضرَب عليْه عبيد الله وَقَالَ: هَذَا لَا يجوز أنْ يُقَال للُخليفة، وَكتب: فِي سَلامَة من جسْمه، وأصالة من رَأْيه. قَامَ رجلٌ إِلَى الرشيد يحيى بنُ خَالِد يسايره فَقَالَ: يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ أَنا رجلٌ من المُرابطة وقدْ عطبتْ عابتي. فَقَالَ: يعْطى ثمن دابّته خمْسمائة دِرْهَم. فغمزه يحيى، فَلَمَّا نزل، قَالَ يأبَهُ. أَوْمَأت إِلَيّ بِشَيْء لم أفهمهُ. فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. مثلُك لَا يجْرِي هَذَا المقدارُ على لسانهِ، إِنَّمَا يَذكر مثلُك خَمْسَة آلَاف ألفٍ إِلَى مائةِ ألف. قَالَ: فَإِذا سُئِلتُ مِثل هَذَا، كَيفَ أقولُ؟ قَالَ: تقولُ: تُشتَرى لَهُ دابّةٌ: يُفْعَل بهِ مَا يُفْعلُ بأمثاله. لما صَار نعيم بن حَازم إِلَى الْحسن بن سهل أقبل يَقُول: ذَنبي أعظمُ من الْمسَاء، أكثرُ من المَاء. فَقَالَ الحسنُ لَهُ: لَا عليكَ. تقدمتْ لَك خِدمة، وتوسّطت مِنْك طاعةٌ وعقِّبتَ باعتذار، وَمَا للذنبِ بَين هَذِه مَقَر، وَلَيْسَ ذنبُك فِي الذنوبِ بأعظمَ من عفْو أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي الْعَفو، وَأصْلح أمره. دخلَ الأصْمَعي إِلَى الحسنِ بن سَهْل فَقَالَ: يَا أصمعي: مَا أحْسنُ الكَلامِ؟ فَقَالَ: أصلح الله الأميرَ. مَا فَهمتْهُ العامةُ، وقدمته الْخَاصَّة. قَالَ رجلٌ لعبد الحميد أخُوكَ أحبُّ إليكَ أم صديقُك؟ قَالَ: إِنَّمَا أحِب أخي إِذا كَانَ صديقا. قَالَ ثُمامةُ: لما دخل الفضلُ بنُ سهل إِلَى الرشيد - وَقد وصفهُ لهُ يحيى بنُ

<<  <  ج: ص:  >  >>