خَالِد - حضر فَلم ينْطق، فَأنْكر الرشيدُ ذَلِك، فَقَالَ: يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ: إنَّ من أبيْنَ الدلالةِ على فراهةِ الخادِم شِدّةُ إفراطِ هيبتهِ لسَيِّده، فَقَالَ الرشيد: أحْسنت، إِن كنت لتقولُ هَذَا، وَإِن كَانَ هَذَا شَيْئا أدركك عِنْد انقطاعك، إِنَّه لأحسنُ وأحسنُ وأحسنُ، ثمَّ ضمهُ إِلَى المَأمون. وَقَالَ الْفضل بن سهل: الرَّأْي يَسُدّ ثُلمَ السَّيْف، وَالسيف لَا يسُد تُلَم الرَّأْي. قَالَ ابنُ الزيَّات الْوَزير: لَا يتصورنًّ لَك التواني بِصُورَة التوكُّل، فتخلدَ إِلَيْهِ، وتُضيع الحْزمَ، فَإِن الله وَرَسُوله أمرا بِغَيْر ذَلِك، قَالَ الله تَعَالَى: وشاروهْم فِي الْأَمر فَإِذا عزمْت فتوكل على الله، فَجعل التَّوَكُّل بعد الْعَزْم، والمشورةِ. وَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لصَاحب الناقةِ: اعقلها وتوكّل. قَالَ رجلُ لِعبيد الله بن سُلَيْمَان: لَو كَانَ للوزير بِي عنايةٌ مَا كَانَ عَليّ نابي الطّرف، وَلَا كنتُ من دركي مِنْهُ على حرف، فَقَالَ عبيدُ الله: أَيهَا الرجل. على رسْلِك، فَعَسَى نَظَرِي لَك فِي الْإِعْرَاض عَنْك، وَلَعَلَّ اُستصلاحي إيُاك بالانقباض مِنْك ثق باهتمامي بك إِلَى أوَان إسعافك، فَإِن تقربُّك إِلَيّ بتعريضكِ أجلبُ للنيل إِلَيْك مِن تباعدِك عني باقتضائك. وَأعلم أَنِّي وَزِير. وقّع ابنُ الزيات إِلَى بعْض عماله: توهمتُك شهماً كَافِيا، فوجدتك رسْماً عافياً، لَا محامياً وَلَا واقياً. أخبرنَا الصاحبُ - رحمهُ الله - قَالَ: أخبرنَا عبدُ الله بنُ مُحَمَّد الأيجي قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن الْحسن الْأَزْدِيّ. قَالَ أخبرنَا أَبُو حَاتِم سهل بن مُحَمَّد السجسْتانِي قَالَ: ورد علينا عاملٌ من أهل الْكُوفَة، لم أر فِي عُمَّال السُّلْطَان بِالْبَصْرَةِ أبرَعَ مِنْهُ، فدخلتُ مُسلما عَلَيْهِ. فَقَالَ: يَا سجستاني مَن عُلَمَاؤُكُمْ بِالْبَصْرَةِ؟ قلت: الزيَادي أعلمنَا بِعلم الْأَصْمَعِي، والمازني أعلمنَا بالنحو، وهلالُ الرَّأْي من أفقهنا، والشاذكُوني من أعلمنَا بالحديثِ، وَأَنا - رَحِمك اللهُ - أنسبُ إِلَى علم الْقُرْآن، وَابْن الْكَلْبِيّ من أكتبنا للشروط. قَالَ: فَقَالَ لكَاتبه: إِذا كَانَ غَدا فاجمعهُم لي، قَالَ: فجمعنا فَقَالَ: إيكم الْمَازِني؟ قَالَ أَبُو عُثْمَان: هانذا يَرْحَمك الله، قَالَ هَل تُجزئ فِي كَفَّارَة الظِّهَار عتقُ عبدٍ أعورٍ؟ فَقَالَ الْمَازِني: لستُ صاحبَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute