عَلَيْك، وذُمَّه إِذا ذمَّهُ النَّاس، وَلَا نْصرُهُ، فبئْسَ المنْصورُ، واللهِ. سُئِلَ الشَّعْبيُّ عَنْ مَسْأَلة فَقَالَ: لَا عِلمَ لي بهَا. فَقيل: لَا تَسْتَحي؟ قَالَ: وَلم أسْتحي ممَّا لم يستحي منهُ الملائِكُة حِين قَالَ: " لَا علمَ لنا إِلَّا مَا علَّمْتنا؟ كَانَ شريحٌ يقولُ: مَنْ سَأَلَ حَاجَة فقد عَرض نَفسه على الرّقّ فَإِن، قَضَاهَا المسئولُ استبعدَهُ بهَا، وإنْ ردَّه عَنْهَا رَجَعَ حُراً، وهُمَا ذليلان: هَذَا بذُلِّ اللُّؤم، وَذَاكَ بذُلِّ الرَّدَّ. قَالَ بكارُ بن مُحَمَّد رأيتُ سَوار بن عبد الله - وَأَرَادَ أَن يحكمَ فَرفع رأسَهُ إِلَى الَّسماء وترقْرقتْ عيناهُ ثمَ حكم. وَكتب إِلَيْهِ الْمَنْصُور فِي مَال كَانَ لَهُ على سَلمَة بن سَعيدِ: لماَّ مَاتَ سَلمةُ وَكَانَ عَلَيْهِ دَيْن للنَّاس وللمنصُور، وَكتب إِلَيْهِ: استوفِ لأمير الْمُؤمنِينَ دَيْنه، وَفرق مَا يبْقى الغُرمَاء. فَلم يلتفِتْ إِلَى كِتَابه، وضرَب للمنصور بِسَهْم فِي المَال كَمَا ضرب لوَاحِد من الغُرمَاءِ ثمَّ كتب إليهِ إِنِّي رأيتُ أميرَ الْمُؤمنِينَ غريماً من الغُرماء. فَكتب إِلَيْهِ: ملِئتِ الأَرْض بك عَدْلاً. قَالَ الهيْثم: مَا رأيتُ ابْن شُبْرمَة قطُّ. إِلَّا وهُو متهيئٌ، كَأَنَّهُ يُريد الرُّكوب، فذٌكرَ لَك لهُ - وَأَنا حَاضِرٌ - فَقَالَ: إنَّ الرَّجل لَا يستجمعُ لَهُ رَأْيه حَّتى يجْمَع علْيه ثيابَهُ، ثمَّ قَالَ: إنَّ رجلا من الْحَيّ كَانَ لَهُ شرفٌ، قَالَ لدَهْقان الفلّوجة يَا هَذَا؟ إِنَّمَا رُبَّما انتشرَ على أمرئ فِي الرَّأْي، فهلْ عِنْدَك مشهورةٌ؟ قَالَ: نعمْ احْتبِ وتهَّيأْ، والبَسْ ثِيَابك، ثمَّ اهمُمْ بِمَا تُرِيدُ فَهُوَ اجْمَعْ لرَأيك، فليسَ مِنْ أحد يفعلُ مثل ذَلِك إِلَّا اجْتمع لهُ رأْيُهُ. قَالَ الحسنُ بنُ قحْطبة: دخلتُ على المهدِي نفسهِ وقدْ دخل شريكٌ فسلّم فَقَالَ: لَا سَلَّم اللهُ عَليْك يَا فاسِقُ. فَقَالَ شريكٌ: يَا أميرَ الْمُؤمنِينَ، إنَّ الفاسِق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute