فَقَالَ: يأْتيني أحدُهم مُشتَمِلاً على أَن يسأَلني الحَدِيث. وَقَالَ أَبُو عبيدةَ: البلاءُ مُوكَّلِ بالمنطِق. كانَ جدُّ هَذَا: شريك يَعملُ الدّنَّ بوزارةً فَقتل رجلا، وهربَ إِلَى خُراسان، فَقدم ابنُه وادَّعى إِلَى العَرب. وَكَانَ شريك مِنَ النخع وَقيل: إِن جدّه هُوَ سِنَان ابْن أنس قَاتل الْحُسَيْن صلى الله عَلَيْهِ ولَعَن قاتِله. وَلما عُزل شريك عَن القضاءِ قَامَ إِلَيْهِ رجل، فَقَالَ: الحمدُ لله الَّذِي عزَلك فقد كنت تُطيل النَّشوةَ، وتَقبل الرّشوةَ، وتوطىُّ العشوةَ. فَقَالَ رجلٌ فخنقه. فجَعل يَصِيح: قتلِني يَا أَبَا عبدِ الله - جعلني الله فِداك - فَقَالَ شريك: قد ذلَّ مَن لَيْسَ لَهُ سَفيهٌ. وَسُئِلَ عَن أبي حنيفَة، فَقَالَ: أعلَمُ الناسِ بِمَا لَا يكونُ، وأجَهلُهم بِمَا يكونُ. وَدخل على الْمهْدي فَقَالَ لَهُ: يَا شريكُ، بَلغنِي أنَّك فاطميُّ. فَقَالَ: أتحبُّ فاطمةَ؟ أعثرَ الله من لَا يحبُّ فاطمةَ. فَقَالَ الْمهْدي: آمين فَلَمَّا خرج شريكٌ قَالَ المهديُّ لمن عِنْده: لَعنهُ الله، مَا أظنُّهُ إِلَّا عَنَاني. وَقَالَ لَهُ يَوْمًا: أيُّنا أشرفُ: نَحن أم ولدُ عليَّ؟ فَقَالَ شريك أمَّا مثلَ فَاطِمَة حَتَّى تُساويُهم فِي الشَّرف. وَلما دَعَاهُ المهديُّ إِلَى الْقَضَاء قَالَ لَهُ: لَا اصلُحُ لذَلِك. قَالَ: ولَم ذَلِك قَالَ: لِأَنِّي نسَّاءٌ. قَالَ: عَلَيْك بمضغِ اللُّبان. قَالَ: إِنِّي حَدِيدٌ. قَالَ: قد فرض لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ فالُوذَجةَ توقرك. قَالَ: إِنِّي امرُؤ أقضى على الْوَارِد، والصادرِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute