صحيحُ لأنَّ النَّبِي عَلَيْهِ السلامُ قالَ لعَلي: " لَا يحبُّك إِلَّا مؤمِنٌ وَلَا يُبغضُكَ إِلَّا مُنَافقٌ " وَالْمُؤمن من الجنَّةِ والمُنافِقُ فِي النِّار. لمَّا قدِمَ طلحةُ والزبيرُ البصْرة قامَ المطرفُ بنُ عبد الله خَطِيبًا فِي مَسْجدِهَا، فقالَ: أيُّها الناسُ: إنّ هذيْن الرَّجُلين - يَعْنِي طلحَةَ والزبيرَ - لما أضَلا دينَهُمَا ببلدِهما جاءَا يطلبانِهِ فِي بلدِكُمْ، وَلَو أصابَاه عندَكُمْ مَا زَادَاكُمْ فِي صَلاتِكُمْ، وَلَا فِي زَكَاتِكُمْ، وَلَا فِي صَومْكم وَلَا فِي حجِّكُمْ، وَلَا غَزْوكُم، وَمَا جَاءَا إِلَّا لينَالاَ دُنْياهُمَا بدينكُمْ، فَلَا تَكْونَنَّ دُنْيا قوم آثَرَ عِندكُم مِن دينكُمْ والسَّلامُ. وَكَانَ بعضُ قُضَاة الكُوفَةِ يذكرُ يَوْمًا فضائلَ أَمِير المؤمنينَ - صلوَات الله عليهِ - وحضرهُ بعَث الحشوية فقالَ للْقَاضِي: لَا أَرَاك تذْكُرُ مِنْ فضَائِلِ أبي بكر وعُمرَ شَيْئا. فقالَ القَاضِي: يَا أحمقُ، نحنُ نذكُرُ المُقاتِلَةَ وأنْتَ تَذَكُر النظارَةَ. لَقِي أبُو مُوسَى الأشعريُّ أَعْرَابِيًا، قَدْ قِدمَ من دومة والجْنَدل، فَقَالَ: يَا أعرابيُّ، مَا عِنْدَكَ مِن خَيرَ النَّاس؟ قَالَ: تركْتُهُم يَا يلعَنُونَ ثَلَاثَة قَالَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الْأَشْعَرِيّ، وأبَا مُوسِى، وعبدَ اللهِ بنَ قيس، كَانَ بعضُ أهل الْبَصْرَة يتَشِّيعُ وَكَانَ لهُ صديقٌ يفد إِلَيْهِ وَيُوَافِقهُ فِي مَذْهَبه فأودَعهُ مَالا فجَحَدهُ، فاضطْرَّ إِلَى أَن قالَ لمُحمدِ بن سُلَيْمَان، وَسَأَلَهُ أَن يحضرهُ، ويُحلفه بِحَق عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام، فَفعل ذَلِك. فَقَالَ: أعزَّ اللهُ الأميرَ. هَذَا الرجلُ صَديقي، وَهُوَ أعزُّ عَليّ، وأجلُّ عنْدي منْ أنْ أخلف لهُ بِالْبَرَاءَةِ مْن مُخْتلفٍ فِي ولَايَته وإيمانه، وَلَكِنِّي أَحْلف لَهُ بالبَراءة منْ الْمُتَّفق على إيمَانهما وولايتهما: أبي بكر وعمَرَ، فَضَحِك محمَّد بن سُلَيْمَان، وَالْتزم المَال، وخلَّى عَن الرَّجل. قالَ أَبُو معاويةَ الضَّريرُ: بعثَ هِشَام بنُ عبد الملكِ إِلَى الأعْمش أَن أكتُبْ إِلَى بمنَاقب عُثمانَ ومساوئ عَليّ على فأخذَ الأعمشُ القرطاس، فأدخلهُ فِي فَم شَاة،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute