فَقَالَ لَهُ خلفٌ: إنَّما هُوَ طُرِفَتْ عَيْني. فرجَع عنْهُ. وروى لامرئ الْقَيْس: نَمُسُّ بأعْراف الجيادِ أكُفنّا ... إِذا نَحنُ قمنا عَنْ شِواءٍ مَضهَّب فَقَالَ لَهُ خلفٌ: إنَّما هُو نمشُّ، وَهُوَ مسحُ اليَد. ومِنْه - قِيلَ للمنديل: مَشُوشٌ. وَأنْشد - والأصمعيُّ حاضرٌ. وذاتِ هدمٍ عَارٍ نَواشِرُها ... تُصْمِتُ بِالْمَاءِ تَوْلباً جَذَعا فَجعل الذَّال مُعْجمَة، وَفتحهَا، وَذهب إِلَى الأجْذَاع. فَقَالَ الأصمعيُّ: إِنَّمَا هُوَ: توْلَباً جَدِعا بالدَّال غير مُعْجمَة مَكْسُورَة، أَي: سيئ الغِذاءِ. فضجَّ المفضَّلُ، وَرفع صوتَه، فَقَالَ لَهُ الأصمعيُّ: لَو نفخْتَ فِي شَبُّور اليهودِ لمْ ينفَعْك. تكلَّمْ كَلامَ النَّمل وأصِبْ. وروى بيْنَ الأراكِ وَبني النَّخل تشْدخُهم ... رزقُ الأسِنَّة فِي أطرافِها شَامُ فَقَالَ الأصْمعِيُّ: يَا أَبَا الْعَبَّاس: لَعَلَّ الرماحَ استحالَتْ كأَفْر كُوبات، فَهِيَ تشدخُ. فَقَالَ: كيفَ رويتَهُ يَا أَبَا سَعيد؟ فَقَالَ: تَسْدحُهُمْ. والسَّدْح: الصَّدْع. وَقد أخِذَ على الْخَلِيل فِي كِتَابه الْعين حروفٌ كثيرةٌ مِنْهَا: يومُ بغُاث بالغَيْن المنقوطة، وَهُوَ يومٌ مشهورٌ بَين الْأَوْس والخزرج، وَهُوَ بعاثٌ بِالْعينِ غير المنقوطة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute