للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتَبع مرّة امْرَأَة فَقَالَت لَهُ: وَمَا تصنَعُ بِي ولي زوجٌ؟ قَالَ: فتسري بَين فديتك. وقيلَ لَهُ: هَل رأيتَ أطْمعَ مِنْك؟ قَالَ: نعمْ: كَلْب أمِّ حومل، تَبِعنِي فَرسخيْن، وَأَنا أمضُع كُنْدراً. وَلَقَد حسدْتُه على ذَلِك. وخفَّفَ الصَّلَاة مرّة، فَقَالَ لَهُ بعضُ أهل الْمَسْجِد: خفَفتَ الصلاةَ جدا {} قَالَ: لِأَنَّهُ لم يُخالطْها رياءٌ. وَقَالَ لَهُ رجل: ضَاعَ معْروفي عندَك. قَالَ: لِأَنَّهُ جاءَ من غير محْتسب ثمَّ وقَعَ عِنْد غير شَاكر. قيل لَهُ: هَل رأيتَ أحدا أطمعَ مِنْك؟ قَالَ: نعمْ. خَرجْتُ إِلَى الشَّام مَعَ رَفِيق لي، فنزلنا بعض الديارات، فتلاحَيْنَا. فقلتُ: أير هَذَا الراهب فِي حر أم الْكَاذِب. فَلم نشعر إِلَّا بِالرَّاهِبِ قطّ اطلع عليْنَا، وَقد أنعظ وَهُوَ يَقُول: أيُّكم الكَاذِبُ؟ وَدخل يَوْمًا إِلَى بعض الرؤساء - وَهُوَ يَحْتَجم فَقَالَ لَهُ أشعبك حَجمَك بنُوك. كَانَ أشعب عِنْد الْحسن بن الْحسن بن عَليّ عَلَيْهِم السَّلَام، فَدخل عَلَيْهِم أَعْرَابِي مشعث اللِّمة، قَبِيح الْخلقَة متنكِّباً قوساً. فَقَالَ أشعبُ لِلْحسنِ: تأذنُ أنْ أسْلحَ عَلَيْهِ فَسَمعهُ الْأَعرَابِي، فَوضع سَهْما فِي كَبِير قوسه، وفوقه نَحْو أشعب وَقَالَ: لَئِن فَعلت ليكونَنَّ آخِر سلْح تسْلحه أبدا فَقَالَ أشعب لِلْحسنِ: يَا سَيِّدي. أَخَذَنِي وَالله القولنج. قَالَ رجل لأشْعبَ - وَكَانَ صديقَ أَبِيه -: يَا بني. كَانَ أَبوك عظيمَ اللِّحْيَة، فمنْ أشبهتَ أَنْت؟ قَالَ: أشبهتُ أُمِّي.

<<  <  ج: ص:  >  >>