للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المندوح، لقد خبأت زَمعَة طلاً أعفر، فِي زعنفة أَدِيم أَحْمَر، تَحت حلْس نضوٍ أدبر، قَالَ: مَا أَخْطَأت شَيْئا فَمن أَنا؟ قَالَ: أَنْت عارق ذُو اللِّسَان العضب، وَالْقلب النّدب ومضاء الغرب، ومناع السرب، ومبيح النهب، ثمَّ قَامَ مرّة فَقَالَ: مَا خبيئ وَمَا اسْمِي؟ فَقَالَ سَواد: أقسم بِالْأَرْضِ وَالسَّمَاء، والبروج والأنواء، والظلمة والضياء لقد خبأت دمة فِي رمة، تَحت مشيط لمة، قَالَ، مَا أَخْطَأت. فَمن أَنا؟ قَالَ: أَنْت مرّة، السَّرِيع الكرة، البطيء الفرة، الشَّديد الْمرة، قَالُوا: فَأخْبرنَا بِمَا رَأينَا فِي طريقنا إِلَيْك، فَقَالَ: والناظر من حَيْثُ لَا يرى، وَالسَّامِع قبل أَن يُنَاجِي، والعالم بِمَا لَا يدْرِي، لقد عنت لكم عِقَاب عجزاء، فِي شغانيب دوحة جرداء، تحمل جدلاً، فتماريتم إِمَّا يدا وَإِمَّا رجلا، فَقَالُوا: كَذَلِك، ثمَّ مَه؟ قَالَ: سنح لكم قبل طُلُوع الشرق، سيد أمق على مَاء طرق قَالُوا: ثمَّ مَاذَا؟ فَقَالَ: تَيْس أفرق، سَنَد فِي أبرق، فَرَمَاهُ الْغُلَام الْأَزْرَق، فَأصَاب بَين الوابلة والمرفق قَالُوا: صدقت وَأَنت أعلم من تحمل الأَرْض، ثمَّ انصرفوا فَقَالَ عارق: أَلا لله علم لَا يجاري ... إِلَى الغايات، فِي جَنْبي سَواد وَهِي أَبْيَات.

<<  <  ج: ص:  >  >>