للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جمع محاشك يَا يزِيد فإنني ... جمعت يربوعاً لكم وتميما وَرُبمَا تحالفوا وتعاقدوا على الْملح. وَالْملح شَيْئَانِ: أَحدهمَا الدقة وَالْآخر اللَّبن، وَأنْشد لأبي الطمحان: وَإِنِّي لأرجو ملحها فِي بطونكم ... وَمَا بسطت من جلد أَشْعَث أغبرا وَذَلِكَ أَنه جاورهم فَكَانَ يسقيهم اللَّبن فَقَالَ: أَرْجُو أَن تسرعوا فِي رد إبلي على مَا شربتم من أَلْبَانهَا. وَقَوله " وَمَا بسطت من جلد أَشْعَث أغبرا " كَأَنَّهُ يَقُول: كُنْتُم مهازيل، - والمهزول يتقشف جلده وينقبض، فسمنتهم - فَبسط ذَلِك من جلودكم. نَار الطَّرْد: نَار أُخْرَى: وَهِي الَّتِي كَانُوا رُبمَا أوقدوها خلف الْمُسَافِر، وَخلف الزائر، الَّذِي لَا يحبونَ رُجُوعه، يَقُولُونَ فِي الدُّعَاء: أبعده الله وأسحقه وأوقدوا نَارا على إثره، وأنشدوا: وجمة أَقوام حملت وَلم أكن ... كموقد نارٍ إثرهم للتندم والجمة: هِيَ الْجَمَاعَة يَمْشُونَ فِي الدَّم وَفِي الصُّلْح، يَقُول: لم تندم على مَا أَعْطَيْت من الْحمالَة عِنْد كَلَام الْجَمَاعَة، فتوقد خَلفهم نَارا لِئَلَّا يعودوا وَمن ذَلِك قَول الشَّاعِر: صحوت وَأوقدت للْجَهْل نَارا ... ورد عَلَيْك الصِّبَا مَا استعارا يَقُول: إِنِّي أردْت أَلا يراجعك الْجَهْل فأوقدت خَلفه نَارا. نَار أُخْرَى: وَهِي: كَانُوا إِذا أَرَادوا حَربًا، فتوقعوا جَيْشًا عَظِيما، وَأَرَادُوا الِاجْتِمَاع،

<<  <  ج: ص:  >  >>