يسهد من اللَّيْل التَّمام سليمها ... ولحلى النِّسَاء فِي يَدَيْهِ فقاقع وَتلك النَّار توقد للمجروح والمضروب إِذا خَافُوا عَلَيْهِ الكزاز من نزف الدَّم، وهم يكْرهُونَ لَهُ النّوم فِي تِلْكَ الْحَال، والشطار لَا يدعونَ الْمَضْرُوب على ظَهره بالسياط أَن ينَام يرَوْنَ أَن حتفه فِيهِ، ويحمون النّوم صَاحب عضة الْكَلْب، وَفِي نَار الْمَجْرُوح يَقُول الْأَعْشَى: بداميةٍ يغشى الْفراش رشاشها ... يبيت لَهَا ضوء من النَّار جاحم ونار أُخْرَى وَذَلِكَ أَن الْمُلُوك إِذا سبوا الْقَبِيلَة بأسرها وَخرجت إِلَيْهِم السادات فِي الْفِدَاء أَو الاستيهاب، فيكرهون أَن يعرضُوا النِّسَاء نَهَارا فيفتضحن فيعرضهن لَيْلًا فِي الظلمَة دون النَّار والضوء، فيخفى عَلَيْهِ قدر مَا يجيس لنَفسِهِ من الصفى، وَقدر مَا تجود بِهِ نَفسه من أَخذ فدَاء أَو امتنان على الوقد فتوقد. لذَلِك قَالَ الشَّاعِر: نسَاء بني شَيبَان يَوْم أوارةٍ ... على النَّار إِذا تجلى لَهُ فتيانها ونار أُخْرَى، وَهِي نَار الوسم والميسم: يُقَال للرجل: مَا نارك؟ فَيَقُول: خباط أَو علاط أَو حَلقَة أَو كَذَا أَو كَذَا وَعرض بعض اللُّصُوص إبِلا قد أغار عَلَيْهَا وسلبها من كل جَانب، وَجَمعهَا من قبائل شَتَّى، ففر بهَا إِلَى بعض الْأَسْوَاق، فَقَالَ لَهُ بعض التُّجَّار. مَا نارك؟ - وَإِنَّمَا يسْأَلُون عَن ذَلِك لأَنهم يعْرفُونَ ميسم كل قوم وكرم إبلهم من لؤمها بِهِ - فَقَالَ: يسألني الباعة مَا نجارها ... إِذا زعزعوها فَسَمت أبصارها وكل دَار لِأُنَاس دارها ... وكل نَار الْعَالمين نارها نَار الزحفتين:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute