للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَانَ أَو مُبْطلًا، فَإِن كَانَ محقاً فَلَا تحرموه، وَإِن كَانَ مُبْطلًا فقد أذهب خفره، وَصرح الْحيَاء عَن بَصَره فَأَعْطوهُ، وَلَا تماروا عَالما وَلَا جَاهِلا فن الْعَالم يحجكم فيغلبكم، وَإِن الْجَاهِل يلحكم فيغضبكم فَإِذا جَاءَ الْغَضَب كَانَ فِيهِ العطب، وَإِيَّاكُم والفجور بحرم الأقوام، فَإِنَّهُ قَلما انتهك رجل حُرْمَة إِلَّا ابتلى فِي حرمته. وَإِيَّاكُم وَشرب الْخمر، فَإِنَّهَا متلفة لِلْمَالِ، طلابة لما لَا ينَال، وَإِن كَانَ فِيهَا صَلَاح الْبدن، فَإِن فِيهَا مفْسدَة لِلْعَقْلِ. وَإِيَّاكُم وَالِاخْتِلَاف فَإِنَّهُ لَيْسَ مَعَه ائتلاف، وَلَا يكونن لكم جَار السوء جاراً، وَلَا خدن السوء زوارا، وَعَلَيْكُم بصلَة الرَّحِم تكْثر أَمْوَالكُم، وَلَا تقطعوا فتعف من دِيَاركُمْ آثَاركُم، وَإِيَّاكُم وَالْعجز والتواني، فَإِنَّهُمَا يورثان الندامة، ويكثرانالملامة، يَا بني: أَنْتُم مثل شَجَرَة نابتة الْأَركان، ملتفة الأغصان وَلَا تختلفوا فتذبل الأغصان، وتجف الشَّجَرَة، فتكونا أشلاء بِكُل مَكَان. يَا بني، قد أَتَت عَليّ مِائَتي سنة مَا شَتَمْتُ وَلَا شُتِمتُ، وَلَا قلت من لوم: مَاذَا صنعت؟ خُذُوا بوصيتي تسلموا، وَلَا تخالفوا فتندموا. يُقَال إِن أَوْس بن حَارِثَة أَبَا الْأَنْصَار لما حَضرته الْوَفَاة وَلم يكن لَهُ ولد غير مَالك، وَكَانَ لِأَخِيهِ الْخَزْرَج خَمْسَة، قيل لَهُ: كُنَّا نأمرك بِالتَّزْوِيجِ فِي شبابك فَلم تفعل حَتَّى حضرك الْمَوْت، وَلَيْسَ لَك ولد إِلَّا مَالك، فَقَالَ: لم يهْلك هَالك، ترك مثل مَالك، وَإِن كَانَ الْخَزْرَج ذَا عدد، وَلَيْسَ لمَالِك ولد فَلَعَلَّ الَّذِي استخرج العذق من الجريمة، وَالنَّار من الوثيمة أَن يَجْعَل لمَالِك نَسْلًا، ورجالاً بسلاً، وكلنَا إِلَى الْمَوْت، يَا مَالك: الْمنية وَلَا الدنية، والعتاب قبل الْعقَاب، والتجلد وَلَا التبلد، وَاعْلَم أَن الْقَبْر خير من الْفقر وَمن لم يُعْط قَاعِدا منع قَائِما، وَشر شَارِب الشَّرَاب المشتف وأقبح طاعم للطعام المقتف، وَذَهَاب الْبَصَر خير من كثير من النّظر، وَمن كرم الْكَرِيم، الدفاع عَن الْحَرِيم، وَمن قل ذل، وَمن أَمر قل وَخير الْغَنِيّ القناعة، وَشر الْفقر الخضوع: والدهر

<<  <  ج: ص:  >  >>