للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْخِصَام، تسلم لكم الْمُرُوءَة والأحلام، وتحببوا إِلَى العشائر يهبكم العمائر، وجودوا بالنوال تثمر لكم الْأَمْوَال، وَإِيَّاكُم وَنِكَاح الحمقاء الورهاء، فَإِنَّهَا أدوى الدَّاء، وأبعدوا عَن جَار السوء داركم، وَمن قرين الغي مزاركم ودعوا الضغائن فَإِنَّهَا تَدْعُو إِلَى التباين، وَلَا تَكُونُوا لآبائكم عاقين، وحياكم ربكُم وسلمكم. وَأوصى قيس بن معدي كرب الْكِنْدِيّ أَوْلَاده حِين بلغُوا فَقَالَ: يَا بني، عَلَيْكُم بِهَذَا المَال، فاطلبوه بأجمل الطّلب، ثمَّ اصرفوه فِي أجمل مَذْهَب وصلوا مِنْهُ الْأَرْحَام، واصطنعوا مِنْهُ الأقوام واجعلوه جنَّة لأعراضكم، يحسن فِي النَّاس مقالكم، فَإِن بذله كَمَال الشّرف وثبات الْمُرُوءَة حَتَّى أَنه يسود غير السَّيِّد، وَيُقَوِّي غير الأيد، حَتَّى يكون فِي أنفس النَّاس نبيها، وَفِي أَعينهم مهيباً، وَمن كسب مَالا، فَلم يصل مِنْهُ رحما، وَلم يُعْط مِنْهُ سَائِلًا، وَلم يصن بِهِ عرضا، بحث النَّاس عَن أَصله، فَإِن كَانَ مَدْخُولا هتكوه، وَإِن كَانَ صَحِيحا كسروه إِمَّا دنية أَو عرقاً لئيماً حَتَّى يهجنوه. وَأوصى الْأَشْعَث بن قيس فَيُقَال: يَا بني ذلوا فِي أعراضكم وانخدعوا فِي أَمْوَالكُم، فَإِن أَبَاكُم كَذَاك كَانَ يفعل، لتخفف بطونكم من أَمْوَال النَّاس، وَظُهُور كم من دِمَائِهِمْ، فَإِن لكل أَمر تبعة، وَأَصْلحُوا المَال لجفوة السُّلْطَان، ونبوة الزَّمَان، وأجملوا فِي طلب الرزق، حَتَّى يُوَافق النجاح قدرا، وَكفوا عِنْد أول مَسْأَلَة؛ فَإِنَّهُ كفى بالود منعا، وامنعوا نساءكم إِلَّا من أكفائكم، فَإِنَّكُم أهل بَيت يَكْتَفِي بكم الْكَرِيم، ويتشرف بكم اللَّئِيم، وَكُونُوا فِي عوام النَّاس مَا لم يضطرب حَبل، فَإِذا اضْطربَ حَبل، فالحقوا بعشائركم، وعودوا بفضلكم على قومكم، فَإِنَّهُ لم يزل رجل مِنْكُم يُرْجَى عذره وتعمريده. وَأوصى أود بن صفر بن سعد الْعَشِيرَة فَقَالَ: يَا بني، سلوا النَّاس وَلَا تخبروهم، وأخيفوهم وَلَا تخافوهم. وَأوصى أسلم بن أفصى الْخُزَاعِيّ فَقَالَ: يَا بني، اتَّقوا ربكُم فِي اللَّيْل إِذا دجا، وَفِي النَّهَار إِذا أَضَاء، يكفكم كل مَا تخافون وَيَتَّقِي، وَإِيَّاكُم ومعصيته، فَإِنَّهُ لَيْسَ لكم وَرَاءه وزر، وَلَا لكم دونه محتضر، يَا بني: جودوا بالنوال وَكفوا عَن السُّؤَال، يَا بني: إِنَّكُم إِن وهبتم قَلِيلا فسيعود لكم نحلاً، فَلَا تمنعن سَائِلًا محقاً

<<  <  ج: ص:  >  >>