للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنَّهُ يحْتَمل النَّفَقَة، وَإِذا رَأَيْته مدرباً فانفق فَإِن ذَهَابه فِيمَا تُرِيدُ، خيرٌ من ذَهَابه فِيمَا لَا تُرِيدُ. قَالَ الغضبان بن القبعثري لوَلَده: يَا بني إِذا سَمِعْتُمْ صَيْحَة بلَيْل، فَلَا تخْرجُوا غليها، فَإِن صَاحبهَا لَو وجد بدرة لم يدعكم إِلَيْهَا. كَانَ دُرَيْد بن الصمَّة يَقُول: النَّصِيحَة مَا لم تهجم على الفضيحة، وَإِذا اجدبتم فَلَا ترعوا حمى الْمُلُوك، فَإِنَّهُ من عاره غانماً لم يرجع سالما، وَلَا تحقروا شرا فَإِنَّهُ كثير، وَمن خرق ستركم فأرقعوه، وَمن حَارَبْتُمْ فَلَا تغفلوه، وأحيلوا جدكم كُله عَلَيْهِ، وَمن أسدى إِلَيْكُم خطة خير فأضعفوا لَهُ، وَإِلَّا فَلَا تعجزوا أَن تَكُونُوا مثله، وَمن كَانَت لَهُ مُرُوءَة فليظهرها، وَلَا تنكحن دنيا من غَيْركُمْ، فَإِن عاره عَلَيْكُم. وَإِيَّاكُم وفاحشة النِّسَاء، وَعَلَيْكُم بصلَة الرَّحْمَن فَإِنَّهَا تديم الْفضل، وترين النَّسْل، وَأَسْلمُوا كل جريرة بجريرته، وَلَا تسخطن خلقا من غَيْركُمْ فتعلموه بَيْنكُم. قَالَ أَعْرَابِي لِأَخِيهِ وَكَانَ بَخِيلًا، يَا أخي إِن لم تفن مَالك أفناك، وَإِن لم يكن لَك كنت لَهُ، فكله قبل أَن يَأْكُلك. وَقَالَ جد زيد بن حَارِثَة لبنية: اتَّقوا إِلَهكُم، وَلَا تستثيروا السبَاع من مرابضها فَنَدِمُوا، وداروا النَّاس بالكف عَنْهُم تسلموا، وخفوا عَن السُّؤَال وَلَا تتثاقلوا. قيل بلغ ولد طَيئ بن أدد وَولد وَلَده وَهُوَ حَيّ خَمْسمِائَة رجل فَجَمعهُمْ حِين حضرت الْوَفَاة فَقَالَ: يَا بني، إِنَّكُم قد نزلتم منزلا لَا تدخلون مِنْهُ، وَلَا يدْخل عَلَيْكُم، فارعوا مرعى الضَّب الْأَعْوَر، يعرف قدره ويبصر حجره، وَلَا تَكُونُوا كالجراد لقف وَاديا، وَترك وَاديا، وَإِيَّاكُم وَالْبَغي، فَإِن الله إِذا أَرَادَ هَلَاك النملة، جعل لَهَا جناحين. أوصى سعد الْعَشِيرَة بنيه عِنْد مَوته فَقَالَ: يَا بني إِلَهكُم اتَّقوا فِي اللَّيْل وَالنَّهَار، وَإِيَّاكُم وَمَا يدعوا إِلَى الِاعْتِذَار، ودعوا قفو الْمُحْصنَات، تسلم لكم الْأُمَّهَات، وَإِيَّاكُم وَالْبَغي على قومكم، تعمر لكم الساحات، ودعوا المراء

<<  <  ج: ص:  >  >>