فاشتريت بطيخة فشققتها فَإِذا الْغُلَام فِيهَا يعْمل خفاً وَكَانَ إسكافاً، قَالَ الْعَامِل: قد سَمِعت هَذَا. قَالَ: كَانَ لي برذون يدبر، فوصف لي قشر الرُّمَّان فألقيتها على دَبرته، فَخرج فِي ظَهره شَجَرَة رمان عَظِيمَة. قَالَ: قد سَمِعت بِهَذَا أَيْضا. قَالَ: كَانَ لغلامي فروةٌ فقمل: فطرحها فحملها الْقمل ميلين. قَالَ: قد سَمِعت بِهَذَا. فَلَمَّا رأى أَنه يبطل عَلَيْهِ كل مَا جَاءَ بِهِ قَالَ: إِنِّي وجدت فِي كتب أبي صكا، فِيهِ: أَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم والصك عَلَيْك. فَقَالَ: وَهَذَا كذب وَمَا سمعته قطّ. قَالَ: فهات مَا خاطرت عَلَيْهِ. فَأَخذه. قَالَ الشّعبِيّ: حضرت مجْلِس زِيَاد وحضره رجلٌ فَقَالَ: أصلح الله الْأَمِير، إِن لي حُرْمَة أذكرها؟ قَالَ: هَاتِهَا. قَالَ: رَأَيْتُك بِالطَّائِف وَأَنت عَظِيم ذُو ذؤابة، قد أحَاط بك جمَاعَة من الغلمان فَأَنت تركض هَذَا مرّة برجلك وتنطح هَذَا مرّة برأسك وتكدم هَذَا مرّة بأنيابك، فَكَانُوا مرّة ينثالون عَلَيْك هَذِه حَالهم، وَمرَّة يندون عَلَيْك وَأَنت تتبعهم حَتَّى كاثروك، واستعدوا عَلَيْك فَجئْت حَتَّى أخرجتك من بَينهم وَأَنت سليمٌ وَكلهمْ جريح. فَقَالَ: صدقت، أَنْت ذَلِك الرجل.؟ قَالَ: أَنا ذَاك. قَالَ: حَاجَتك؟ قَالَ: حَاجَة مثلي الْغَنِيّ عَن الطّلب، قَالَ: يَا غُلَام اعطه كل صفراء وبيضاء عنْدك، فَنظر فَإِذا قيمَة مَا يملكهُ فِي ذَلِك الْيَوْم أَرْبَعَة وَخَمْسُونَ ألف دِرْهَم فَأَخذهَا وَانْصَرف. فَقيل لَهُ بعد ذَلِك: أَأَنْت رَأَيْت زياداً وَهُوَ غُلَام فِي شدَّة الْحَال. قَالَ: أَي وَالله لقد رَأَيْته اكتنفه صبيان صغيران كَأَنَّهُمَا من سخال الْمعز، فلولا أَنِّي أَدْرَكته، لظَنَنْت أَنَّهُمَا يأتيان على نَفسه. قَالَ رجلٌ من آل الْحَارِث بن ظَالِم: وَالله لقد غضب الْحَارِث يَوْمًا فانتفح فِي ثَوْبه فبدر فِي عُنُقه أَرْبَعَة أزرارٍ، ففقأت أَرْبَعَة أعين من عُيُون جُلَسَائِهِ. وَمِمَّا حَكَاهُ أَبُو العنبسي عَن أبي جَعْفَر الرزاز. قَالَ: رَأَيْت بِبِلَاد الْأَغْلَب خَصيا نصفه أَبيض، وَنصفه أسود، شعر رَأسه أشقر، وَكنت فِي مركب، وأشرف علينا طَائِر من طيور الْبَحْر فِي منقاره فيل، وعَلى عُنُقه فيل، وَفِي كل مخلب من مخالبه فيل، وَتَحْت إبطه كركدن، وَهُوَ يطير بهَا إِلَى وَكره ليزق فِرَاخه. وَرَأَيْت بالمراغة عين مَاء وَرَأَيْت شَجَرَة تحمل مشمشاً دَاخل المشمس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute