للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ: لَا يَنْبَغِي للعاقل أَن يخلى نَفسه من أَرْبَعَة أَوْقَات: فوقت مِنْهَا يُنَاجِي فِيهِ ربه، وَوقت يُحَاسب فِيهِ نَفسه، وَوقت يكْسب فِيهِ لمعاشه، وَوقت يخلي فِيهِ بَين نَفسه وَبَين لذتها فِي غير محرم يَسْتَعِين بذلك على سَائِر الْأَوْقَات ". وَقَالَ: " يَا بني إِن الأوطار تكسب الأوزار، فَارْفض وطرك، واغضض بَصرك ". دخل كَعْب على عمر فأدناه، وَأمره بِالْجُلُوسِ إِلَى جنبه، فَتنحّى كَعْب قَلِيلا، فَقَالَ لَهُ عمر: وَمَا مَنعك من الْجُلُوس إِلَى جَنْبي؟ فَقَالَ: لِأَنِّي وجدت فِي حِكْمَة لُقْمَان مِمَّا أوصى بِهِ ابْنه قَالَ: " يَا بني إِذا قعدت لذِي سُلْطَان فَلْيَكُن بَيْنك وَبَينه مقْعد رجل، فَلَعَلَّهُ أَن يَأْتِيهِ من هُوَ آثر عِنْده مِنْك فيريد أَن تتنحى لَهُ عَن مجلسك فَيكون ذَلِك نقصا عَلَيْك وشينا ". قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ: " ارْحَمْ الْفُقَرَاء لقلَّة صبرهم، والأغنياء لقلَّة شكرهم، وَارْحَمْ الْجَمِيع لطول غفلتهم ". وَقَالَ: " يَا بني لَا تَأْكُل شَيْئا فَوق شبع، فَإنَّك إِن تنتبذه للكلب خير لَك من أَن تَأْكُله. وَقَالَ: يَا بني أكلت الْمقر، وأطلت على ذَلِك الصَّبْر، فَلم أجد شَيْئا أَمر من الْفقر. كَانَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، يسْرد درعاً، ولقمان عِنْده، فَقَالَ مَا هَذَا؟ فَسكت عَنهُ، فَلَمَّا فرغ لبسهَا وَقَالَ: نعم اللبَاس للحرب " فَقَالَ لُقْمَان: " الصمت حكم وَقَلِيل فَاعله ". وَقَالَ: " يَا بني قد نَدِمت على الْكَلَام، وَلم أندم على السُّكُوت ". وَقَالَ: " الْعَالم مِصْبَاح فَمن أَرَادَ الله بِهِ خيرا اقتبس مِنْهُ ". وَقَالَ: " لَا يهونن عَلَيْكُم من قبح منظره ورث لِبَاسه، فَإِن الله تَعَالَى إِنَّمَا ينظر إِلَى الْقُلُوب، ويجازى بِالْأَعْمَالِ ". وَقَالَ: " يَا بني من كذب ذهب جمال وَجهه، وَمن سَاءَ خلقه كثر غمه، وَنقل الصخور من موَاضعهَا أيسر من تفهيم من لَا يفهم ".

<<  <  ج: ص:  >  >>