للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَهُ: سل حَاجَة، قَالَ: نعم، يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، لَا تعطني حَتَّى أَسأَلك، وَلَا تدعُني حَتَّى أجيئك. قيل: لَيْسَ من قدر الدُّنْيَا أَن تُعطي أحدا مَا يسْتَحقّهُ، إِمَّا أَن تزيده وَإِمَّا أَن تنقصه. قيل لخَالِد بن صَفْوَان: من أبلغ النَّاس؟ قَالَ: الْحسن، لقَوْله: فَضَح الْمَوْت الدُّنْيَا. وَقيل لزاهد: كَيفَ سخت نَفسك عَن الدُّنْيَا؟ قَالَ: أيقنت أَنِّي خَارج مِنْهَا كَارِهًا فَأَحْبَبْت أَن أخرج مِنْهَا طَوْعًا. سمع بَعضهم سَائِلًا يَقُول: أَيْن الزاهدون فِي الدُّنْيَا الراغبون فِيمَا عِنْد الله فَقَالَ: اقلب وضع يدك على من شِئْت. قيل لأبي حَازِم: كَيفَ النَّاس يَوْم الْقِيَامَة؟ فَقَالَ: أما العَاصِي فآبق قدم بِهِ على مَوْلَاهُ، وَأما الْمُطِيع فغائب قدم على أَهله. وَمر إِبْرَاهِيم بن أدهم بِبَاب الْمَنْصُور فَنظر إِلَى السِّلَاح والحرس فَقَالَ: الْمُرِيب خَائِف. قيل لراهب: مَا أصبرك على الْوحدَة؟ قَالَ: أَنا جليس رَبِّي إِذا شِئْت أَن يناجيني قَرَأت كِتَابه، وَإِن شِئْت أَن أناجيه صلّيت. كَانَ يُقَال: " خف الله لقدرته عَلَيْك، واستحي مِنْهُ لقُرْبه مِنْك ". قَالُوا: " احذر أَن يصيبك مَا أصَاب من ظلمك ". قَالَ الرشيد للفضيل بن عِيَاض: مَا أزهدك! قَالَ الفضيل: أَنْت أزهد مني؛ لِأَنِّي زهدت فِي الدُّنْيَا وَهِي فانية، وزهدت أَنْت فِي الْآخِرَة وَهِي بَاقِيَة. قَالَ الفضيل: يَا رب إِنِّي لأَسْتَحي أَن أَقُول: توكلت عَلَيْك، لَو توكلت عَلَيْك لما خفت وَلَا رَجَوْت غَيْرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>