للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ بَعضهم: من اكْتسب غير قوته فَهُوَ خَازِن غَيره. عوتب بَعضهم على كَثْرَة الصَّدَقَة فَقَالَ: لَو أَرَادَ رجل أَن ينْتَقل من دَار إِلَى دَار مَا ترك فِي الأولى شَيْئا. بعث ملك إِلَى عَابِد: مَالك لَا تخدمني وَأَنت عَبدِي. فَقَالَ: لَو اعْتبرت لعَلِمت أَنَّك عبد لعبدي؛ لِأَنِّي أملك الْهوى، فَهُوَ عَبدِي، وَأَنت تتبع الْهوى فَأَنت عَبده. حَكِيم: أمسك مَاض، ويومك منتقل، وغدك مُتَّهم. قَالَ أَبُو حَازِم: إِنَّمَا بيني وَبَين الْمُلُوك يَوْم وَاحِد؛ أما أمس فَلَا يَجدونَ لذته، وَلَا أجد شدته، وَأما غَد فَإِنِّي وإياهم مِنْهُ على خطر، وَإِنَّمَا هُوَ الْيَوْم فَمَا عَسى أَن يكون؟ . دخل متظلم على سُلَيْمَان بن عبد الْملك فَقَالَ: اذكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ يَوْم الْأَذَان، فَقَالَ: وَمَا يَوْم الْأَذَان؟ قَالَ: الْيَوْم الَّذِي قَالَ الله فِيهِ: " فَأذن مُؤذن بَينهم أَن لعنة الله على الظَّالِمين ". فَبكى سُلَيْمَان، وأزال ظلامته. سُئِلَ الْفضل عَن الزّهْد قَالَ: هُوَ رفان فِي كتاب الله " لكيلا تأسوا على مَا فاتكم وَلَا تفرحوا بِمَا آتَاكُم ". كتب مَحْبُوس إِلَى الرشيد إِنَّه مَا مر يَوْم من نعيمك إِلَّا مر يَوْم من بؤسي وَالْأَمر قريب وَالسَّلَام. قيل لبَعْضهِم: مَا الْخَبَر؟ قَالَ: طَابَ الْخَبَر " كتب ربكُم على نَفسه الرَّحْمَة ". وَقيل: المحسن فِي معاده كالغائب يقدم على أَهله مَسْرُورا، والمسيء: كالآبق يُرّد إِلَى أَهله مأسورا. وقف أَعْرَابِي على قبر هِشَام، وخادم لَهُ يَقُول: مَا لَقينَا بعْدك! فَقَالَ: إيهاً عَلَيْك، أما إِنَّه لَو نشر لأخبرك أَنه لَقِي أَشد مِمَّا لَقِيتُم.

<<  <  ج: ص:  >  >>